دندراوى الهوارى

خط "السيسى" الأحمر أنقذ ليبيا من التقسيم.. مصر سند الأشقاء..!!

السبت، 22 أغسطس 2020 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قيمة القرارات الجوهرية، ترتكز على توقيته، وقرار حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، بقبول وقف إطلاق النار فى جميع ربوع ليبيا الشقيقة، بجانب كونه انتصارًا قويًا ومؤثرًا لمصر، سياسيًا وعسكريًا، فإن قيمته وأهميته تنبع من أنه جاء عقب زيارة وزيرى الدفاع التركى خلوصى أكار ونظيره القطرى خالد بن محمد العطية لليبيا..!!
 
الزيارة أثارت حولها شكا وريبة فى صدور الكثيرين من الأشقاء فى ليبيا، وتساءلوا: هل تؤدى الزيارة إلى تأجيج الأوضاع فى بلادهم؟! خاصة أن الأنباء التى صاحبت الزيارة، أكدت أنها جاءت للاتفاق على إنشاء القاعدة البحرية التركية فى مصراتة، والقاعدة العسكرية التركية فى قاعدة الوطية الجوية، جنوب طرابلس، بجانب مناقشة سبل تعزيز الدعم العسكرى لقوات حكومة الوفاق الوطنى والتحشيد العسكرى غرب سرت التى يسيطر عليها الجيش الوطنى الليبي".
 
من هنا كان البيان الذى أصدرته حكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، والذى تضمن قبول وقف إطلاق النار فى كل أنحاء ليبيا، ثم التصريحات التالية، سواء للسراج أو وزير داخليته، بجانب شخصيات أخرى، والترحيب بالدور المصرى، والمبادرات التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الساعية لإعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا، ورفض التقسيم، فاجأ الجميع، وأحدث صدى إقليميًا ودوليًا كبيرًا.
 
وواكب توقيت صدور البيان، تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والتى أكد فيها أن تركيا لا تطمع فى مياه أو حقوق أو ثروات الآخرين، لكن اليونان تحاول العبث فى حقوق المنطقة، وإعلانه عن اكتشاف حقول بترولية، تضم احتياطات تقدر بـ 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى فى مياه البحر الأسود، هنا، لا يمكن أن نستبعد هذه التصريحات عن سياق صدور بيان حكومة الوفاق، وأن هناك ترتيبات جميعها تصب فى حفظ ماء وجه الجميع، بعدما دشنت القاهرة مبادرتها بضرورة وقف إطلاق النار فى جميع أنحاء ليبيا، ثم وضعها خط أحمر، فى سرت والجفرة، باعتبارهما جزءًا محوريًا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
 
 تصريحات أردوغان بالعثور على آبار ضخمة فى "البحر الأسود" تأتى لحفظ ماء وجهه، ورسالة بأنه لن ينازع أحدا فى مياه شرق المتوسط، وأن الرفض المصرى القوى لمحاولات تركيا للقرصنة على ثروات الغاز فى منطقة شرق المتوسط أجبرها على التخلى عن خططها، بما فيها الاتفاقية "الباطلة قانونيا" الموقعة مع حكومة الوفاق.
 
التطورات المهمة فى الملف الليبى، خلال الساعات القليلة الماضية، تكشف حقيقة أن الخط الأحمر الذى حدده الرئيس عبد الفتاح السيسى، ثم دور القاهرة الداعم القوى للأمن والاستقرار فى ليبيا، يؤكد أن مصر "السند والضهر" الحقيقى للأشقاء العرب، بكل إخلاص وتجرد حقيقى، مبعثه المصلحة العليا للأمن القومى العربى.
 
لكن يبقى فى الأخير، أن قبول حكومة الوفاق لمبادرة إطلاق النار فى جميع أنحاء ليبيا، تقابلها مصر بكل ترحاب، مع الوضع فى الاعتبار الحذر السياسى والعسكرى، والتعامل مع كل الخيارات، يعلوها خيار الأمن والاستقرار وتوحيد ليبيا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة