محمد ثروت

عن المرأة التي علمت المشايخ كيف يُقرأ القرآن؟

السبت، 22 أغسطس 2020 01:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تكن الشيخة القارئة سميعة بكر البناسي(1930-2020)معروفة لدى الرأي العام،  حتى تم عمل موضوعات صحفية عنها، ولقاءات إعلامية معها قبل رحيلها بأيام، باعتبارها أقدم محفظة للقرآن الكريم في سن التسعين.

 

وعندما رحلت عن عالمنا نعاها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بخلاف ذلك ظلت الشيخة سميعة بعيدة عن الأضواء في مهنة كل نجومها من الرجال، رغم أنها تفوقت عليهم في أنها لم تكسب المال من قراءة وتعليم القرآن و إجازة الشيوخ ترتيلا وتجويدا، أي منحهم ما يشبه تقرير الصلاحية في تلاوة ما سواء كانت حفص عن عاصم أو ورش عن نافع. 

 

ضحت الشيخة ضريرة البصر قوية البصيرة- بحياتها الخاصة فلم تتزوج طيلة حياتها، في سبيل هدف ورسالة أسمى وهي تعليم القرآن. إن الشيخة سميعة أكبر رد على الرافضين لإمامة المرأة أي عملها سواء كانت إمامة المسجد أو الإمامة العامة وتولي أعلى المناصب في الدول، بحجج طبيعة جسم المرأة وما يعتريها من حالات وانهن ناقصات عقل ودين.

 

رغم أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تؤم النساء وكذلك الصحابية الجليلة أم سلمة، والخلاف حول إمامة المرأة في الصلاة نابع من أهمية الستر بالنسبة لها وان تتوسط النساء وهي امام ولا تقف أمامهن مثل الرجال.

 

وقياسا على ذلك ما المانع في أن تكون المرأة إماما، وقد نجحت كواعظة ومعلمة للقرآن ونبغت في الفقه وأصول الدين والفلسفة وعلم اللاهوت؟ ثم لماذا نفترض في المرأة طول الوقت أنها غير كاملة العقل والجسم، وهي التي كانت جزءا لا يتجزأ من خطة الهجرة النبوية إلى المدينة اعدادا وتخطيطا وتضحية متمثلة في أسماء بنت أبي بكر التي أم عبد الله بن الزبير ، التي كانت ركنا من أركان الخداع الإستراتيجي لقريش ضمن تسعة مسلمين وغير مسلمين، رجالا ونساء لولاهم لفشلت الهجرة.

 

فالمرأة شريك للرجل وندا له وليس مكانها متأخرا عنه كما يرى بعض الفقهاء، إن المطلوب تحديث الفقه وفقا لمتطلبات العصر ومستجداته ومكانة المرأة رئيس حكومة في بعض دول العالم، و تتولى شؤون القضاء والدفاع وغيرها في دول إسلامية، فلماذا يركز الفقه الكلاسيكي على  الجوانب الجسدية و السيكولوجية و الفسيولوجية ويتجاهل الذكاء والمنافسة والابتكار وجوانب أخرى في شخصية المرأة؟ رحم الله الشيخة سميعة ولاشك أن لدينا عشرات مثلها يعلمن الرجال، دون أن يلتفت لهن أحد، فالمطلوب تمكين وليس مجرد تذكير  بواحدة قدوة خلف العتمة تؤدي عملها في صمت وخشوع حتى رحلت في هدوء دون ضجيج ولا صخب إعلامي.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة