انحرفت وسائل التواصل الاجتماعى خلال السنوات الأخيرة عن أهدافها وتحولت من ساحات للتعارف وتبادل الآراء والخبرات في كل مناحى الحياة إلى ساحات للتشهير ونشر الفضائح وتصفية الحسابات والانتقام والنميمة والردح.
وأكسبت السوشيال ميديا حتى الجبناء شجاعة بالغة أحيانًا ذلك أن هذا الجبان المنحل أخلاقيًا واجتماعيًا بات بمقدوره استفزازك أو سبك معتمدًا على أن يدك لن تطاله أو أنه بعيدًا إلى حد ما عن قبضة القانون.
وهذا المنحل أخلاقيًا المتضائل اجتماعيًا يمتلك مهارة كبيرة في الردح والسب والشتم والتشويه بحصيلة غير طبيعية من اللفاظ النابية والتنمر والسخرية ذلك انه قرر تعويض نقصه في القدرة على الحوار البناء وطرح رؤاه بموضوعية وحيادية بمستنقع من الشتائم التى يجيدها البلطجية والمدمنين الذين ينتشرون في العشوائيات ممسكين بالأسلحة البيضاء ومعتادى التلفظ بألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان.
وتكمن الكارثة في أدعياء الثقافة والفكر وحتى من يزعمون بأنهم مؤلفون أو روائيون ذلك أن كونهم مزيفين لا يمتلكون الأدوات الحقيقية التي تجعلهم يستحقون صفات المثقف والمفكر والكاتب والأديب يخلق منهم متناقضين تمامًا فمثلاً لو أن مجموعة من هؤلاء الأدعياء اجتمعوا في السوشيال ميديا ورفعوا شعار الدفاع عن الحريات والأخلاقيات والدفاع والحقوق أتحداك أن تسلم من قذارتهم حين تختلف معهم مع أن اختلافك معهم هو نوع من الحرية والحقوق واحترامهم لرأيك ورؤيتهم هو نوع من الأخلاقيات.
أتحداك عزيزى المحترم أن تخرج من وسط هؤلاء المزيفين دون سب أهلك وسبك بأقذر الألفاظ وأتحدى أى منهم أن يختلف معهم في جزئية بسيطة لأنه سيكتشف بإنهم عصابة فرضت إرادتها واتخذت قرارها نحو تدمير شخص أو كيان أو فكرة معينة.
ترى ما تفسير ذلك؟
في يقينى أن هؤلاء تبنوا سياسة القطيع أو العقل الجمعى أو عقل القطيع والاختلاف مع هذا العقل يعرضك للأذى والتحرش فهم حيوانات أو أضل سبيلاً، وعليك أن تلوم نفسك على الاختلاف ولا تندهش لأنك تعرضت للهجوم لمجرد أنك مارست حريتك مع من ينادون بالحرية، لا تتوقف كثيرًا مثلاً أمام من يتهمك بالعمالة والخيانة رغم أنهم يقولون إنهم عانوا من هذا الوصف.
أيها الأوغاد أخلعوا عنكم هذه الصفات الحميدة فلا أنتم مفكرين ولا أنتم أحرار ولا أنتم تحترمون الحرية ولا أنتم شرفاء واعلموا أن لكم مسمى واحد أنتم تعرفونه وإن أنكرتموه في العلن.. يا هؤلاء أنتم قطيع من الذئاب أو الخنازير.. تبا لكم ووقانا الله شر تناقضكم ونزع عنكم ثوب الفضيلة وفضح شعاراتكم المزيفة وخلص بلادنا منك.. وأنتم أيها الشرفاء المتصالحون مع النفس دمتم أنقياء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة