فى السنوات الأخيرة لم يعد الامر صعبا ولا مستحيلا..فالعقدة الوهمية والخوف الزائف من لقاء المنافس التقليدى لنادى الزمالك وهو النادى الاهلى قد انتهت و أصبحت لقاءات الأهلى مصدرا للسعادة والبهجة والفرح لنصف سكان مصر من جماهر الزمالك العريضة وللغالبية الكاسحة من جماهير الوطن العربى التى تعشق الابيض الملكى وآخرها يوم السبت الماضى عندما عزف الزمالك سيمفونية الفن والهندسة المرادفة لاسمه وفاز "بالتلاتة" بما فيهم الهدف العالمى بامتياز الذى سجله الموهوب مصطفى محمد فى مرمى الشناوى..وقبلها كاس السوبر المحلى وقبلها ..وقبلها
لكن من اين جاءت هذه العقدة وهذا الخوف فى السابق من لقاء الأهلى.
منذ بداية السبعينات وأنا اشجع الزمالك ولاسباب كثيرة فقد كنت احب اللون الأبيض فى طفولتى واحب كل من يرتديه فتعلقت بتشجيع الزمالك بصوت محمد لطيف وفن حسن شحاتة ودهاء فاروق جعفر وحرفنة على خليل ووحيد كامل ولعب واخلاق طه بصرى ومجهود محمود الخواجة وشجاعة وفدائية محمد توفيق وغانم سلطان وحداثة محمد صلاح وتألق سمير محمد على وعادل المامور. ثم كان لهتاف جمهور الزمالك وغناءه " يازمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة" وقعه الجميل وسهولة ترديده اثناء المباريات وبعد كل فوز ثم جاء بعده هتاف"دي مش كورة دي مزيكا "ايضا ..واكاد ان اجزم أن فن التشجيع الكروى فى مصر منبعه واصله جمهور الزمالك من ايام حمادة امام ونبيل نصير وعلى محسن ويكن حسين واحمد مصطفى وابو رجيلة واحمد رفعت وغيرهم من جيل العمالقة الزملكاوى الذى تغنى بهم محمد رشدى ومحمد طه..أما الاسباب الاخرى فهى الانتماء العائلى –أو الغالبية- للزمالك
ورغم ان الزمالك فى السبعينات كان يضم ابرز لاعبى مصر وربما احرفهم الا ان لقاءاته مع الأهلى كان يحدث فيها شيئا غريبا لا أفهمه او ادركه فى هذا السن المبكر فى المرحلة الابتدائية ..لكن بعد ذلك وفى مراحل متقدمة قليلا ادركت ان هناك حربا من نوع ما فى الصفحات الرياضية والصحف الرياضية المتخصصة الذائعة الصيت فى ذلك الوقت وبعض الاقلام الحمراء ضد الفريق الابيض وتحديدا قبل مباريات المنافس التقليدى وتعمد نشر الاخبار السلبية والخلافات والخناقات داخل جدران النادى وبين اللاعبين..طبعا لم يكن هناك سوشيال ميديا ولا اعلام ابيض مواز ولا قنوات فضائية حتى تصل الى الحقيقة ..فلم يكن متاحا فى هذا الزمان سوى تلك الصحف بحلوها القليل ومرها الكثير..حتى كان اليأس وعدم الثقة فى الفريق وامكانية فوزه يتسرب الى نفوس جمهور الزمالك ومنه الى اللاعبين..وفى حالة فوز الأهلى تحمر الصحف وتتضخم المانشيتات كيوم تحرير القدس مثلا..! أما فى حالة فوز الزمالك فتشعرك هذه الصحف انه فريق من ماليزيا وتخفت العناوين وتتضاءل المانشيتات وتعزو الفوز لاسباب فنية فى فريق الاهلى وليس لمستوى الاجادة من الزمالك.
ثم جاء دور الحكام- رحم الله من توفى ويغفر لمن كان حيا يرزق- خاصة هدف حسن شحاتة الشهير الذى اضاع الدورى من الزمالك..وبدا ان هناك عقدة وخوف مطلوب تصديرهما الى الزمالك أثناء لقاءات الأهلى و بث التوتر والاضطراب لدى اللاعبين وتشتيت انتباهم وتركيزهم بثنائية الصحافة والحكام ..وهو ما يعرف الآن بحرب الجيل الرابع التى تستخدم الاعلام ووسائل الاتصال الحديثة فى تفتيت الجبهه الداخلية للدول ونشر الشائعات والفتن بين طوائفه..وهو ما كان يحدث بالضبط مع فريق الزمالك رغم تفوقه لعبا ولاعبين.
أظن ان السنوات الأخيرة ومنذ ثنائية الفوز بالدورى والكاس فى 2014-2015 تبددت هذه الاوهام وسقطت خرافة حرب الجيل الرابع – رغم محاولات البعض يوم المباراه تكرار النغمة القديمة والاسطوانة المشروخة اياها- -بالثقة فى الذات وفى الامكانيات وفى حسن الادارة داخل النادى والفريق الذى اصبح يضم أكفا اللاعبين فى مصر وأفريقيا وبان الأهلى فريق قوى نعم لكن هزيمته شيئ سهل وطبيعى وعادى ..وهو ما ظهر جليا فى المباريات الأخيرة وخاصة السوبر وثلاثية الفن والمتعة والابداع يوم السبت الماضى..!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة