البداية كانت أوروبية، رأينا النادى الأهلى كيف كان يؤدى فى الملعب، وكأنه يعزف سيمفونية رائعة، يصول ويجول ويمرر ويتحرك لاعبوه وكأنهم راقصو باليه، بالكرة ودون الكرة، وشعر الجمهور الأهلاوى بأنه أخيرًا وبعد طوال سنوات عجاف وجد ضالته فى المدرب السويسرى «رينيه فايلر» ويسير بنفس خطوات الساحر البرتغالى مانويل جوزيه، الذى حقق انتصارات وإنجازات يصعب تكرارها.
وارتفع سقف طموح الجمهور الأهلاوى ليناطح السحاب، مع كل مباراة يخوضها الفريق، محققًا الانتصار تلو الآخر، وبأداء ولا أروع، ونال الجهاز الفنى نصيب الأسد من الإشادة، من الجميع، خبراء ومحللين ونقاد، الجميع تحدث عن عبقرية فايلر، وقدرته على إجراء عملية تدوير اللاعبين، وكأنه جراح ماهر، دون أن يتأثر الفريق بغياب لاعب، أو أكثر.
وعقب توالى المباريات، بدأ منحنى الأداء للفريق فى التراجع تدريجيًا، حتى وصل إلى درجة «البؤس» عقب العودة من التوقف الطويل بعد انتشار وباء كورونا، ووصل إلى الانهيار الكامل فى مباراة القمة، السبت الماضى، والتى خسرها الأهلى بالثلاثة، وليست الخسارة هى التى أثارت سخط الجماهير، ولكن الخطة وأداء اللاعبين، وغياب الروح، وعدم أحقية عدد كبير من اللاعبين ارتداء الفانلة الحمراء.
ما يؤكد أن قطار المدرب السويسرى رينيه فايلر يرجع للخلف بسرعة جنونية، فنيًا وتكتيكيًا ورغبة وحماس، فى الوقت الذى يقابله مجلس إدارة محمود الخطيب بالسير بسرعة السلحفاة، فالقرارات بطيئة والتدخلات أبطأ، والسير وراء السوشيال ميديا دون إدراك حقيقى أن مواقع التواصل الاجتماعى عالم افتراضى بعيد كل البعد عن الواقع.
وفى ظل تراجع قطار فايلر الفني، وانهيار أداء اللاعبين، والتعامل ببطء وروتين وأداء وظيفى لمجلس الإدارة، تبقى الملاحظات الخطيرة التالية على أداء الفريق، والتى يجب على لجنة التخطيط بقيادة محمود الخطيب التدخل فورًا ومناقشة فايلر وجهازه لتلافيها.
الملاحظة الأولى: إصرار فايلر على الدفع بمروان محسن، الأسوأ فى صفوف الفريق، والذى لم يقدم شيئًا يمكن إقناع الجمهور به.
الملاحظة الثانية: ما هى العبقرية فى توظيف لاعبين فى غير مراكزهم، طالما أداؤهم يتراجع وينهار ويصبحون عالة على الفريق، فمن يلعب ويبدع فى الجهة اليسرى، ينقله إلى الجهة اليمنى فلا يؤدى ويصير مجرد رقم فقط فى الملعب، والسؤال، هل هذه التغييرات هدفها إثبات أن المدرب عبقرى، على حساب الفريق؟!
الملاحظة الثالثة: هناك تراجع مخيف وحالة من عدم التركيز الشديد، و«التوهان» فى الملعب، أصابت كل خط دفاع الأهلى، رامى ربيعة وياسر إبراهيم وأيمن أشرف ومعلول ومحمد هانى، وأصبح «ترقيصهم» والمرور منهم بكل سهولة ويسر، وصاروا نقطة ضعف مرعبة يستغلها الخصوم.
الملاحظة الرابعة: أصبحت الفردية سمة واضحة لبعض اللاعبين، مثل محمد قفشة والسولية، ولاعبون تراجع مستواهم وأصبحوا لغزًا، مثل أجاى وعلى معلول وديانج، وتحول الأداء من الجماعية فى بداية تولى فايلر، إلى اللعب الفردى، والتمرير غير المتقن، وفقدان الكرة بكل سهولة ويسر، عقب العودة من إجازة كورونا.
الملاحظة الخامسة: وهى الأخطر، فقد لوحظ فى الفترة الأخيرة، حالة تسيب وعدم ضبط وربط فى الفريق، وزادت نعرات الاعتراض والاحتجاج، وكأن هناك حالة تمرد داخل صفوف الفريق، وانفلات «لجام» الحسم والربط والالتزام من يد سيد عبدالحفيظ مدير الكرة، ما يستوجب تدخلا جراحيًا عاجلًا وسريعًا.
الملاحظة السادسة: لا يجب للجنة الخطة والتطوير، ترك فايلر يبتعد عن الواقع، ويلجأ للخيال المتطرف بوضع تشكيلات خزعبلاية، وعدم توظيف اللاعبين فى أماكنهم الحقيقية، لأن نتائجه وخيمة.
هذه الملاحظات الست نضعها على طاولة لجنة التخطيط ومجلس الإدارة، لدراستها والوقوف أمامها، وعدم ترك الجهاز الفنى يدشن قرارات مطلقة، مثل استبعاد صالح جمعة، والاستغناء عن وليد أزارو وأحمد ياسر ريان وعمار حمدى ومحمد عبدالمنعم ومحمد شريف وأكرم توفيق، فهؤلاء صار قرار إعادتهم، وجوبى، لا راد فيه، لأن تصحيح الأخطاء أمر يخص لجنة التخطيط ومجلس الإدارة برمته، بشرط، النزول من فوق ظهر السلحفاة..!!