لدينا خلاف ثري يدور دائما.. هل مصر 7000 سنة حضارة أم 5000 سنة حضارة، وهناك من ينتصر لكل رأي منهما، وهو خلاف تاريخي جميل، لكن إذا نظرنا إلى حال مصر اليوم فسنرى أننا في حاجة ماسة إلى 7000 سنة عمل لنستحق منحة سنوات الحضارة الضائعة.
هاني هلال شاب مصري منوفي فرعوني أصيل، نشر اليوم السابع قصة كفاحه الجميلة، التي تؤكد أن هذه البلد لا تجف منابعها.
هاني ورث من الفراعنة حبه للفخار، فهو يعمل بيديه في تشكيل الفخار ليلا، ويعكف على دراساته العلمية نهارا حتى حصل على الدكتوراه، والجميل في قصة هاني هو سعيه للدكتوراه بعد حصوله على دبلوم فني صناعي، وليس على شهادة جامعية، مشوار طويل، ولكن ابن قرية جريس الأشموني الشقيان قرر كتابة قصة نجاح تستحق ان نفخر بها جميعا.
رحلة هاني بدأت من دبلوم الصنايع قسم معمار عام 1997 وعلى مدار نصف عمره مضى في طريق الدراسة حتى حصل على الثانوية العامة المنزلية، ثم التحق بكلية التربية النوعية، ثم والماجستير، ثم الدكتوراه، دون أن يترك العمل في ورشة والده لصنع الفخار لتلبية مطالب أسرته.
هاني لم يبحث عن مكسب سريع عن طريق فيديوهات التيك توك مثلا، لكنه ظل يصنع ويبيع القلل والأزيار بأسعار زهيدة من جنيهين إلى 15 و20 جنيه، وبارك الله في القليل المحترم.
تخرج هاني بتقدير جيد جدا وترتيب الثالث على دفعته، حتى حصل على الدكتوراه عام 2015 بتقدير امتياز، لكن هاني حتى الآن لم يعمل بشهادته، ومازال يشكل القلل والأزيار، ويحلم بكسر قلة وراء حياته الماضية، والعمل بشهادته التي خاض رحلته الطويلة من أجلها، ثم علقها على جدار البيت.
لدينا خلاف ثري يدور دائما.. هل مصر 7000 سنة حضارة أم 5000 سنة حضارة، لكننا لو حصلنا لهاني وأمثاله على وظائف يمكنهم فيها تقديم علمهم وخبرتهم للبلد سنبني حضارة جديدة يمكننا أن نبدأ حسابها وعدها من الآن.