عبر سنوات عدة وخاصة في الفترة الأخيرة اعتدنا أن نتلقي من نفر في نادي الزمالك "الكروي" نظريات تبرر خسائر الفريق الأبيض لبطولات أو مباريات وخاصة في مواجهة النادي الأهلي ، وكان لافتا أن تلك التبريرات والنظريات لم تكن علي علاقة بفنون الكرة والتدريب أو مهارات اللاعبين وخطط المدربين ، لكنها ارتبطت دوما بالغيبيات ، تارة باتهام الفرق المنافسة بالاستعانة بشيوخ الدجل والشعوذة ، وأخري باتهام لاعبي تلك الفرق بارتداء ما من شانه أن يذهب عقول نجوم الأبيض في الملعب ، ويتسبب في خسارتهم ، ولعل آخر ما تلقيناه في هذا الشأن الحديث عن ارتداء وليد سليمان نجم الفريق الأحمر ل "الخاتم المسحور ".
أن يتحدث نفر معروفون من الأبيض بهذه الطريقة إلي جماهيرهم للهروب من المساءلة – غير الموجودة من الأساس – فهذا سلوك طبيعي ، لكن أن يسير آخرون مثقفون ونجوم بارزون في ساحة الفكر والثقافة والإعلام بنفس الطريقة فهو الأمر الذي يثير الاستغراب والدهشة ، فهؤلاء ليسوا بالمسائلين عن إخفاقات تدريبية أو إدارية أمام جمهور أو ناخبين في هذا النادي أو ذاك ، وعلي العكس من ذلك ، هم مساءلون عن كل نقص في توعية أو تنوير .
ما دفعني للكتابة هو ما قرأته للصديق العزيز الكاتب الصحفي عادل السنهوري علي صفحات " اليوم السابع " في مقاله المعنون ب" الزمالك وحروب الجيل الرابع " ، من حديث عن أن الصحافة كانت طرفا في حرب ظلت تشن علي الفريق الأبيض لسنوات ، وتسببت – بحسب المقال – في هزائم الأبيض من "الأحمر " بعد أن " كان اليأس وعدم الثقة فى الفريق وامكانية فوزه يتسرب الى نفوس جمهور الزمالك ومنه الى اللاعبين " نتيجة نشر ما يصفه كاتبنا الكبير بتعمد نشر الأخبار السلبية ، ما يجعل من الصحافة والإعلام لاعبا إضافيا في الفريق المنافس ، في مواجهات يفترض فيها أن الغلبة لفكر المدربين والمهارات الفنية للاعبين .
وفي الوقت الذي تتحدث فيه جماهير الأحمر ويكتب فيه نقاده عن إخفاقات في أداء مدرب الفريق الأحمر وأداء عدد من لاعبيه واخفاقات لإدارة النادي ، وهي أمور يبدو جليا أنها غير متاحة للأصدقاء من نقاد ومشجعي الأبيض الذين لا يمكن لهم توجيه نقد أو اتهام لإدارة النادي ، يتحدث الأستاذ عادل السنهوري عن نظرية جديدة في عالم الكرة ، ويكتب بكل جدية عن أن الصحافة والإعلام كانا سببا في هزائم الأبيض أمام الأهلي وأن يكون نصيبه من بطولات الدوري - البطولة الكبرى - معدودا علي الأصابع مقابل دولاب مليء بالبطولات لمنافسه .
فوز الفريق الأبيض بدا واضحا من ردة الفعل وكأنه أحدث شبعا بعد طول جوع وحرمان من الفوز علي الفريق الأحمر ، وكان منتظرا أن يكون الحديث فيه عن نظريات فنية وتدريبية وكروية ، وليس استدعاء عدو جديد للفريق الأبيض ، فمثل هذا الحديث ينال من قيمة ناد كبير وعريق كنادي الزمالك ، ويصور عزيمة نجومه وكأنها يمكن أن تنهار جراء نقد هنا أو هناك ، ويسير علي نفس درب الترويج لأن تكون خسارة مباراة أو بطولة بسبب السحر والشعوذة وليس بسبب أخطاء لمدرب أو لاعبين في أرض الملعب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة