محيى الدين سعيد

هزائم الزمالك وخاتم سليمان والشيخ "سحلية

الأربعاء، 26 أغسطس 2020 02:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبر سنوات عدة وخاصة في الفترة الأخيرة اعتدنا أن نتلقي من نفر في نادي الزمالك "الكروي"  نظريات تبرر خسائر الفريق الأبيض لبطولات أو مباريات وخاصة في مواجهة النادي الأهلي ، وكان لافتا أن تلك التبريرات والنظريات لم تكن علي علاقة بفنون الكرة والتدريب أو مهارات اللاعبين وخطط المدربين ، لكنها ارتبطت دوما بالغيبيات ، تارة باتهام الفرق المنافسة بالاستعانة بشيوخ الدجل والشعوذة ، وأخري باتهام لاعبي تلك الفرق بارتداء ما من شانه أن يذهب عقول نجوم الأبيض في الملعب ، ويتسبب في خسارتهم ، ولعل آخر ما تلقيناه في هذا الشأن الحديث عن ارتداء وليد سليمان نجم الفريق الأحمر ل "الخاتم المسحور ".
 
أن يتحدث نفر معروفون من الأبيض بهذه الطريقة إلي جماهيرهم للهروب من المساءلة – غير الموجودة من الأساس – فهذا سلوك طبيعي ، لكن أن يسير آخرون مثقفون ونجوم بارزون في ساحة الفكر والثقافة والإعلام بنفس الطريقة فهو الأمر الذي يثير الاستغراب والدهشة ، فهؤلاء ليسوا بالمسائلين عن إخفاقات تدريبية أو إدارية  أمام جمهور أو  ناخبين في هذا النادي أو ذاك ، وعلي العكس من ذلك ، هم مساءلون عن كل نقص في توعية أو تنوير .
 
ما دفعني للكتابة هو ما قرأته للصديق العزيز الكاتب الصحفي عادل السنهوري علي صفحات " اليوم السابع " في مقاله المعنون ب" الزمالك وحروب الجيل الرابع " ، من حديث عن أن الصحافة كانت طرفا في حرب ظلت تشن علي الفريق الأبيض لسنوات ، وتسببت – بحسب المقال – في هزائم  الأبيض من "الأحمر " بعد أن " كان اليأس وعدم الثقة فى الفريق وامكانية فوزه يتسرب الى نفوس جمهور الزمالك ومنه الى اللاعبين " نتيجة نشر ما يصفه كاتبنا الكبير بتعمد نشر الأخبار السلبية  ، ما يجعل من الصحافة والإعلام  لاعبا إضافيا في الفريق المنافس ، في مواجهات يفترض فيها أن الغلبة  لفكر المدربين  والمهارات الفنية للاعبين .
 
وفي الوقت الذي تتحدث فيه جماهير الأحمر ويكتب فيه نقاده عن إخفاقات في أداء مدرب الفريق الأحمر وأداء عدد من لاعبيه واخفاقات لإدارة النادي ، وهي أمور يبدو جليا أنها غير متاحة للأصدقاء من نقاد ومشجعي الأبيض الذين لا يمكن لهم توجيه نقد أو اتهام لإدارة النادي ، يتحدث الأستاذ عادل السنهوري عن نظرية جديدة في عالم الكرة ، ويكتب بكل جدية عن أن الصحافة والإعلام كانا سببا في هزائم الأبيض أمام الأهلي وأن يكون نصيبه من بطولات الدوري  - البطولة الكبرى - معدودا علي الأصابع مقابل دولاب مليء بالبطولات لمنافسه .
 
فوز الفريق الأبيض بدا واضحا من ردة الفعل  وكأنه  أحدث شبعا  بعد طول جوع وحرمان من الفوز علي الفريق الأحمر ، وكان منتظرا أن يكون الحديث فيه عن نظريات فنية وتدريبية وكروية ، وليس استدعاء عدو جديد للفريق الأبيض ، فمثل هذا الحديث ينال من قيمة ناد كبير وعريق كنادي الزمالك ، ويصور عزيمة نجومه وكأنها يمكن أن تنهار جراء نقد هنا أو هناك ، ويسير  علي نفس درب الترويج لأن تكون خسارة مباراة أو بطولة بسبب السحر والشعوذة وليس بسبب أخطاء لمدرب أو لاعبين في أرض الملعب .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة