صدر حديثًا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، كتاب "خطاب السعادة"، للباحث السعودى الدكتور فالح شبيب العجمى، والكتاب يقع فى 208 صفحات، ويتضمن خمسة فصول رئيسة هى: "مفاهيم أولية للسعادة، مصادر السعادة وأوضاعها، السعادة وجودة الحياة، شروط تحقق السعادة، متممات السعادة".
يتناول الكتاب مفهوم "السعادة" باعتباره فعل عقلى يرتبط بالتحصيل والتعود؛ فالسعادة ليست أمرًا تصنعه الطبيعة، فلا نولد سعداء، وإنما نصبح كذلك، وقد نشأ علم السعادة حديثًا، بوصفه حقلاً جديدًا من حقول المعرفة، فهو يبحث فى العقل والدماغ والجسد والنشاطات الاقتصادية فى تداخل قوى بين العوامل المؤثرة من أحدها فى الآخر، عدا عن الاهتمام بالمشكلات الفلسفية المتأتية عن ذلك التداخل، مما خوله ليكون علم القرن الحادى والعشرين.
ونجد فى الكتاب : فخلال مسيرة التطور البشرى، ونتيجة لتعرف البشر بالتدريج على عزلتهم المفزعة فى الكون وفرصهم الضئيلة فى النجاة من الكوارث، قاموا بتطوير الأساطير والمعتقدات، من أجل تحويل القوى التدميرية غير المنضبطة فى فضاء الكون إلى نماذج محسوبة العواقب، أو على أقل تقدير يمكن فهمها، إذ تعد الوظيفة الرئيسة للثقافة هى حماية المنتمين إليها من الفوضى، وتوفير المغزى من الحياة لهم، وبالتالى ضمان أن يكون النجاح حليفهم. حيث أن كل أنواع المجتمعات المختلفة تعتقد بالطبع أنها تعيش فى مركز الكون، ولديها ميزة استثنائية خاصة بها، تمكنها من العبور بأقصر الطرق إلى المستقبل.
وبغير مثل هذه الثقة بذلك التفضيل الاستثنائى، كان سيكون الأمر صعبًا جدًا، أن تعرض نفسها لمجابهة تلك القوى التدميرية غير المنضبطة، من أجل ذلك راح يبحث عن الأفعال العقلية ذات المردود الإيجابى، ومنها مفهوم طال وقت تشكله هو "السعادة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة