قنبلة مدوية وصاروخية جديدة أطلقها ليونيل ميسي، أفضل لاعب فى العالم، ولكن هذه المرة فى مرمى برشلونة، النادى الذى تربى بين جدرانه وصنع نجوميته، عندما طلب النجم الأرجنتينى الرحيل عن العملاق الإسبانى بسبب خلافاته مع إدارة البلوجرانا، وعدم اقتناعه بمشروعها الرياضى الذى يقوده المدرب الجديد رونالد كومان.
تعددت أسباب ميسي التى ساقتها وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية، حول عدم اقتناع "البرغوث" بالمشروع الرياضى بالنادى بشكل يرضى طموحاته، وعدم ثقته بمجلس إدارة النادى، وتحديدًا الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو، بالإضافة إلى خداعه فى صفقة إعادة البرازيلى نيمار، بعدما أوهمته الإدارة بإعادته مرة أخرى للكامب نو، والتعاقد مع الفرنسى أنطوان جريزمان رغم الاختلاف عليه فى غرفة الملابس، فضلاً عن إقالة إرنستو فالفيردى والتعاقد مع مدرب فقير فنياً لا يتناسب مع حجم البارسا مثل كيكى سيتين، وما انتهى به حال الفريق والخروج بموسم "صفرى"، قبل التعاقد مع مدرب جديد هو رونالد كومان دون أخذ رأى قائد الفريق، وأخيراً التعامل المهين مع المهاجم لويس سواريز وإبلاغه بالرحيل بطريقة مهينة لا تناسب تاريخه مع البارسا.
كومان منذ اللحظة الأولى حاول فرض سيطرته على غرفة ملابس برشلونة، والتى يسيطر عليها بعض مراكز القوى يتزعمهم ميسي وبيكيه، وشدد خلال لقائه بالنجم الأرجنتينى على أنه لا صوت سيعلو فى غرفة الملابس إلا صوت المدرب، الأمر الذى لم يرق للبرغوث، وبدأ الهولندى ثورة التصحيح بالفريق للنزول بأعمار اللاعبين والاستغناء عن الكبار، أو ما يطلقون عليهم "الأبقار المقدسة"، وأبرزهم لويس سواريز أحد أهم أصدقاء ميسي المقربين، الذى تم إبلاغه هاتفياً بأنه ليس له مكان بالفريق الموسم المقبل، وهو ما اعتبره قائد الفريق إهانة لتاريخ النجم الأوروجويانى ثالث الهدافين التاريخيين فى برشلونة.
بالتأكيد ميسي يحاول الضغط على إدارة النادى لتنفيذ طلباته والحفاظ على مكانته وسيطرته على غرفة ملابس برشلونة، ولكن ذلك يصطدم بمخططات النادى التى تسعى لبناء فريق قادر على التتويج بالبطولات، وهو ما تمثل فى التعاقد مع مدرب قوى الشخصية مثل كومان يحاول التخلص من جميع مراكز القوى وإعادة هوية برشلونة المفقودة.
ثورة التصحيح في برشلونة تحتاج لتضحيات، وهو ما يجب أن يتفهمه القائد الأرجنتينى، الذى يسعى لرفع الكأس الأوروبية قبل تعليق الحذاء، ولكن السؤال هنا "ماذا لو اصطدمت طموحاتك "المشروعة" مع مصلحة الكيان الذى تربيت فيه"؟، هنا يؤكد الجميع ضرورة أن يضحى القائد إعلاءً لشأن النادى الذى لن يقف على أحد حتى ولو كان أسطورة بحجن ميسي، ورغم الأخطاء الكارثية التى تركبها الإدارة الحالية بقيادة جوسيب بارتوميو وتستعد للمغادرة بعد عدة أشهر، إلا أنها تحاول فى الوقت ذاته الخروج من الباب الكبير وتفادى اتهامات التفريط فى ميسي والسماح بخروج أفضل لاعب فى العالم، وهى الخطيئة التى لن يمحوها التاريخ ولن تغفرها الأجيال المتلاحقة، لذا وجب على الجميع التضحية من أجل كيان برشلونة أحد أكبر وأعرق أندية العالم وليس إسبانيا فقط.
رسالة أخيرة لقائد برشلونة من بعض الجماهير العاشقة للبلوجرانا حول العالم، وتستمتع بسحرك الكروى طوال سنوات، لقد كتبت تاريخاً كبيراً فى برشلونة، ربما يعجز غيرك عن الوصول إليه، فلا تدع أحداً يشاركك أو يشارك جمهور البارسا هذا التاريخ، لأنك تستحق أكثر من ذلك، انظر إلى تشافى وإنييستا وكيف اختارا الرحيل فى صمت وعدم مواجهة برشلونة، وانظر أيضاً إلى كريستيانو رونالدو وكيف فقد الكثير عندما رحل عن ريال مدريد، وأخيراً إن كان الدورى الإسبانى سوف يخسر كثيراً برحيل ميسي بعدما تركه رونالدو، فإن برشلونة بالتأكيد الخاسر الأكبر.