ألقى استدراج أجهزة الأمن الإيرانية مؤخرا للمعارض جمشيد شارمهد، من مقر إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية إلى داخل إيران لمحاكمته، الضوء على ملف اصطياد الدولة الإيرانية لرؤوس المعارضة، ممن يعيشون خارج البلاد بالمنفى، ويتمتعون بحماية أمنية بالبلدان التى يعيشون بها، لاسيما وأنه تم اعتقال الصحفى المعارض روح الله زم فى عملية مماثلة من فرنسا العام الماضى وحكم عليه بالإعدام مؤخرا.
من هو جمشيد شارمهد؟
جمشيد شارمهد، يعد أحد المعارضين الإيرانيين، الذين يتخذون من الولايات المتحدة مقرا لهم، واعتقلته الاستخبارات الإيرانية فى عملية أمنية معقدة، وقالت إنه يقود "خلية تخريبية" تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، وتتهمهما السلطات بالتنفيذ والتخطيط لعمليات "إرهابية" فى إيران.
وقالت وزارة الاستخبارات الإيرانية، إن جمشيد كان يقود عمليات مسلحة تخريبية فى البلاد، من خلال منظمة "تندر" التى يتزعمها ومقرها الولايات المتحدة وقفا لوكالة فارس، وقالت إنها سوف تنشر لاحقا تفاصيل "العمليات المعقدة والناجحة" لكوادر الأمن فى إلقاء القبض على زعيم هذه الخلية.
جمشيد شارمهد
ورصدت الوزارة مجموعة من الحوادث التى قالت إن المتهم المقبوض عليه متورط فيها، ومنها تخطيط وتفجير "حسينية سيد الشهداء" فى مدينة شيراز، بمحافظة فارس جنوب البلاد فى 2008، ما أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة 215 آخرين.
وقالت إن خلية "تندر" خططت لعمليات أخرى كبيرة فى البلاد خلال السنوات الأخيرة، لكنها لم تنفذها، منها تفجير "سد سيوند" فى شيراز، وتفجير معرض طهران للكتاب باستخدام قنابل السيانيد، وتفجير قنبلة فى مرقد الإمام الخمينى.
جمشيد شارمهد
وقالت وكالت فارس إن "تندر" تأسست عام 2004 على يد فتح الله منوجهرى الملقب بـ "فرود فولادوند"، كما أنشأ قناة Your TV للترويج له ولأفكار جماعته ومواقفهم ضد النظام الإيرانى.
كما اتهمت الوكالة خلية تندر بأنها كانت وراء "إشعال اضطرابات" فى البلاد خلال الفترة الماضية، من خلال تدشين مجموعة قنوات على الإنترنت، كانت تبث عبرها "رسائل تحريضية" باسم "فتح طهران".
واتهمت تقارير إيرانية الخلية بأنها كانت تعمل ضمن المخططات المرسومة لها من قبل أجهزة استخبارات غربية، لتنفيذ "عمليات إرهابية كيمياوية وجرثومية فى معرض طهران الدولى للكتاب، وعملية إرهابية ضد القنصلية الروسية فى مدينة رشت شمال إيران"، إلا أنها لم تفلح فى مسعاها هذا "فى ظل يقظة القوى الأمنية"، ومن المخططات الأخرى التى فشلت تفجير خزانات وخطوط نقل النفط فى ميناء غناوة جنوب البلاد، وتفجير مرقد "السيدة فاطمة المعصومة " فى مدينة قم ومبنى مجلس الشورى الإسلامى.
جمشيد لم يكن الأول، ففى أكتوبر العام الماضى، اعتقلت الاستخبارات الايرانية روح الله زم، الذى كان يعيش فى فرنسا، وبحسب تكهنات فإنه تم استدراجه إلى داخل العراق، أو اختطفه حزب الله اللبنانى، لكن الأمر لايزال غامضا حتى اليوم.
وقال الحرس الثورى حينها، إن زم كان موجهًا من قبل جهاز الاستخبارات الفرنسى، ويتلقى الدعم من أجهزة استخبارات أمريكا وإسرائيل، وعلى صلة بأجهزة استخبارات أخرى، وكان يحظى بالحماية على مدار الساعة بصورة خفية وعلنية.
وكان يدير حساب على تطبيق التواصل الاجتماعى "آمد نيوز" مناهض للنظام، اتهمه الحرس الثورى بالتسبب فى إشعال الاضطرابات فى البلاد، وفى يوليو الماضى أصدر القضاء الإيرانى حكما بإعدامه بتهمة "الفساد فى الأرض".