قال الدكتور حسين حمود الناقد الأدبى، إن الأديب العالمى نجيب محفوظ كان رجلا مبتسما لدرجة أنه كان "بيهرج" حتى على الإصابة التى تعرض لها فى رأسه قبل وفاته، لكنه قبل الإصابة وحتى الأيام الأخيرة من حياته، كان يواظب على كتابة النصوص القصيرة المختذلة المركزة المليئة بطابع الشعر، ونشر فى "أحلام فترة النقاهة"، وجزء منها تم نشره فى حياته وجزء آخر عثرت عليه الأسرة وقامت بنشرها بعد وفاته.
وأشار الناقد الأدبى فى تصريحات لتليفزيون اليوم السابع، إلى أن الأديب العالمى كان حريصًا على نظام دقيق جدًا ساعدة على الاستمرار عشرات السنين في الكتابة والتحرك رغم إصابته فى مرحلة مبكرة بمرض السكر، مشيرًا إلى أنه فى الفترة الأخيرة من حياته كان ممنوع من تناول القهوة، لكنه رغم ذلك كان يسمح لنفسه تناول " 3 شفطات فقط" من القهوة طوال اليوم، مشيرًا إلى أنه لم يحرم نفسه من شىء بسبب حفاظه على النظام، واستطاع مواصلة حياته حتى وصل لعمر 94 عاما.
وأوضح حسين حمودة أن الأديب نجيب محفوظ من بداية حياته فى فترة الثلاثينيات استكشف لنفسه المشروع الممتد الذى من ممكن أن يحافظ عليه طول حياته، واستكشف النظام الدقيق فى حياته الخاص بمواعيد الكتابة والقراءة، والحفاظ على التوجه للعمل يوميا، وممارسة حياته الطبيعية، مشيرا إلى أن تجربة نجيب محفوظ تجربة استثنائية، والنظام ساعده كثيرا، مشيرًا إلى أنه حينما تم منعه من القراءة لمدة 4 شهور بسبب إصابته بحساسيه في العيون، استغل هذه الفترة في التأمل في التجارب التي يسعى لكتابتها.
وأشار الناقد الأدبي إلى وجود أكثر من كتاب فى حياة الأديب نجيب محفوظ تم كتابته فى حياته تناولوا مذكراته من أهم هذه الكتب " نجيب محفوظ يتذكر" لجمال الغيطانى، وكتاب للكاتب الراحل رجاء النقاش بعنوان "نجيب محفوظ صفحات من حياته" وسجل حوالى 50 ساعة مع نجيب محفوظ وفرغها في تبويب وكانت تمثل أهم عمل فى تصور نجيب محفوظ عن مذكراته، وعند سؤاله عن كتابة مذاكرته كان يؤكد أنه قالها وليس من المهم كتابتها، مشيرًا إلى أن علاقة نجيب محفوظ بالكُتاب الجدد سواء ممن يرى أو يطلق عليهم صفة الأستاذ مثل يحيي حقى وطه حسين، أو المزاملين مثل يوسف إدريس أة الكتاب اللاحقين مثل جمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وبهاء طاهر علاقة يحكمها الاحترام دائما، وكان يقدرهم ودائم السؤال عنهم.
وحول وصية نجيب محفوظ، قال حسين حمودة إن الأديب العالمى عاش حياة بسيطة جدا، ولم يهتم بالتفاصيل المادية، حتى أن قيمة جائزة نوبل لم يأخذ منها شيء وقسمها لـ 3 أقسام الأول للأسرة والثانى لزوجته وبناته والثالث تبرع به للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج، أما الوصية المعنوية فيراها حمودة متجسدة في مجمل أعماله.