"عايزة سبب مقنع لرفع اسم ابنى شهيد أكتوبر من على شارعنا، أنا عمرى 100 سنة وبقضى أيامى، ونفسى اسم ابنى يرجع تانى، وكان المسئولين وعدونى بسكن من 35 سنة وما حدش زارنى من ساعتها، كنت أعمل تومارجية بمستشفى الخارجة العام بالوادى الجديد من زمان، ومرتبى كان 7 جنيهات، وكنت بحوش منه وكانت الحياة بسيطة وكنت بتسوق بربع جنيه، وشوفت موكب الملك فاروق وحاشيته لما زار الوادى الجديد ونزل فى الاستراحة الملكية "المحكمة القديمة حاليا"، وكنا نشرب من عين الفاروقية، وهى عين ملكية قديمة من العصر الرومانى واتلغت بعد ذلك".
بهذه الكلمات استهلت الحاجة نادية غريب الخضرجى معتوق أقدم حكيمة صحة بالوادى الجديد، وعمرها 99 عاما، حديثها لـ"اليوم السابع"، وهى من مواليد عام 1921 م وتعانى من ظروف صحية تعيقها عن الحركة بسهولة وتعيش فى منزل متهالك يزيد عمره عن 75 عاما، وهى مساكن كانت تابعة للسكة الحديد خلف مقر سينما هيبس بالخارجة، وعاش فيها خبراء الإنجليز عندما كانوا يشيدون خط السكة الحديد، وتعيش مع نجلها صبرى عبد السلام وهو بالمعاش وكان يعمل بقطاع السياحة خارج المحافظة.
ولا يعرف الكثير من أبناء المحافظة أن الحاجة نادية هى والدة أول شهداء ملحمة أكتوبر من المحافظة، والذى استشهد فى الخطوط الأولى على الجبهة فى حرب 73 المجيدة، ويدعى محمد عبد السلام عبد الهادى، عريف مجند، والذى استشهد يوم 9 أكتوبر ومنذ عام 1988 لم يزرها أحد فى ذكرى نصر أكتوبر، وتتذكر أن آخر زيارة لها تم وعدها بمنحها شقة للإقامة بها ولم يتم تنفيذ ذلك الوعد حتى الآن.
وتعتمد الحاجة نادية فى نفقات معيشتها على معاش نجلها الشهيد، ويتولى رعايتها أبناؤها، ومنهم الحاج صبرى الذى يرافقها باستمرار ويوفر لها كل مطالبها ويقوم على رعايتها صحيا، حيث أنها أصيبت بكسر فى الساق، وما زالت تتلقى العلاج وتسير على كرسى متحرك ودعامة سير ولاتخرج فى الشارع إلا قليلا.
وقالت الحاجة نادية فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" أنها عملت حكيمة صحة بمستشفى الخارجة العام وكانت مسئولة فى بداية عملها عن تعقيم الأدوات الصحية وملابس فريق الجراحة، وكانت ترافقهم فى إجراء العمليات المتنوعة، وحصلت على أكبر مرتب فى حياتها بقيمة 15 جنيها بالإكراميات وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لها آنذاك، ولم يسبق لها أن تغيبت عن العمل مطلقا إلا فى حالات قهرية كالولادة أومرض أحد أبنائها.
وتضيف الحاجة نادية، أنها شهدت زيارة الملك فاروق عندما جاء لمدينة الخارجة وكان لديها أحد أقاربها فى الحرس الملكى، وبعد الانتهاء من الزيارة استضافت قريبها وزملاءه من الجنود وقدمت لهم "البط بالسمن البلدى"، حيث كان الخير وفير جدا وكانت تعيش فى منزل من 3 طوابق، مقره سنترال الخارجة حاليا بعد سقوطه ونزع ملكيته، وكانت تذهب مع الأهالى لإحضار المياه من العين الفاروقية، وهى عين مياه شديدة العذوبة وتعرف أيضا بالعين الملكية والتى كانت متواجدة بمقر مديرية التموين حاليا وهى عبارة عن عين رومانية وأحجارها منقوشة بنقوش أثرية وتم غلقها ونقل أحجارها الأثرية بمعرفة الآثار.
وتؤكد الحاجة نادية، أنها حزنت جدا عندما علمت أن شارعهم الذى كان يحمل اسم نجلها الشهيد محمد عبد السلام، قد جرى تغييره الى اسم شارع الأمل وهو إجراء إتخذه أحد المحافظين السابقين، وهو ما أحزنها كثيرا فهى لا تعرف سببا لذلك وخاصة أن نجلها إستشهد على الجبهة ولم تراه فترة طويلة بعد أخر أجازة حتى أبلغوها بعد ذلك بمدة طويلة أنه استشهد فى الحرب، متمنية أن يعود اسم نجلها على رأس الشارع الذى تعيش فيه تخليدا لذكرى نجلها الذى لا يعرف أهالى المحافظة عنه شيئا.
الحاجة نادية (1)
الحاجة نادية (2)
الحاجة نادية (3)
الحاجة نادية (4)
الحاجة نادية (5)
الحاجة نادية (6)
الحاجة نادية (7)
الحاجة نادية (8)
الحاجة نادية (9)
الحاجة نادية ونجلها (1)
الحاجة نادية ونجلها (2)
الحاجة نادية ونجلها (3)
معاش الحاجة نادية والدة الشهيد
منزل الحاجة نادية (1)
منزل الحاجة نادية (2)
منزل الحاجة نادية (3)
منزل الحاجة نادية (4)
منزل الحاجة نادية (5)
منزل الحاجة نادية (6)
منزل الحاجة نادية (7)
منزل الحاجة نادية (8)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة