كشفت دراسة جديدة بقيادة علماء في معهد لا جولا لعلم المناعة بأمريكا، أن التعرض لفيروسات نزلات البرد التاجية الشائعة يؤدى إلى تعليم جهاز المناعة التعرف على فيروس كورونا، حيث إن الخلايا التائية في جهازك المناعى تعمل بمثابة ذاكرة وعندما تتعرف على فيروسات البرد تتعرف أيضاً على فيروس كورونا التاجي، بحسب ما ذكر موقع "ميديكال".
وقد يفسر البحث، الذي نُشر أمس في مجلة Science، سبب إصابة بعض الأشخاص بحالات كورونا بشكل أخف من غيرهم - على الرغم من تأكيد الباحثين على أن هذه تكهنات وأن هناك حاجة إلى المزيد من البيانات.
وقالت البروفيسور دانييلا ويسكوبف، مساعد أبحاث معهد لا جولا لعلم المناعة، "لقد أثبتنا الآن أنه في بعض الأشخاص، يمكن لذاكرة الخلايا التائية التي حاربت مسبقًا ضد فيروسات البرد التاجية الشائعة التعرف على كورونا وصولًا إلى الهياكل الجزيئية الدقيقة".
وأضافت قائلة "يمكن أن يساعد هذا في تفسير سبب ظهور أعراض أخف من المرض لدى بعض الأشخاص بينما يصاب البعض الآخر بمرض شديد."
وتابعت "أن التفاعل المناعي قد يترجم إلى درجات مختلفة من الحماية..إن امتلاك استجابة قوية للخلايا التائية، أو استجابة أفضل للخلايا التائية قد يمنحك الفرصة لتركيب استجابة أسرع وأقوى بكثير."
يبني العمل الجديد على ورقة حديثة من مختبر Sette ومختبر البروفيسور شين كروتي بمعهد لا جولا الذي أظهر أن 40 إلى 60 % من الأشخاص الذين لم يتعرضوا لكورونا أبدًا لديهم خلايا تائية تتفاعل مع الفيروس. تعرفت أنظمتهم المناعية على أجزاء من الفيروس لم يسبق لها رؤيتها من قبل وتبين أن هذه النتيجة ظاهرة عالمية وتم الإبلاغ عنها في أشخاص من هولندا وألمانيا والمملكة المتحدة وسنغافورة.
تساءل العلماء عما إذا كانت هذه الخلايا التائية تأتي من أشخاص تعرضوا سابقًا لفيروسات البرد التاجية والتي يمكن تسميتها بـ "أبناء العم الأقل خطورة لكورونا"
بالنسبة للدراسة الجديدة، اعتمد الباحثون على مجموعة من العينات التي تم جمعها من المشاركين في الدراسة الذين لم يتعرضوا لكورونا وحددوا المواقع الدقيقة للفيروس المسؤولة عن استجابة الخلايا التائية المتفاعلة.
أظهر تحليلهم أن الأفراد يمكن أن ينتجوا مجموعة من خلايا الذاكرة التائية التي تتفاعل بشكل متساوٍ ضد كورونا وأربعة أنواع من فيروسات البرد التاجية الشائعة.
يشير هذا الاكتشاف إلى أن مكافحة فيروس كورونا الشائع يمكن أن تعلم الخلايا التائية على التعرف على بعض أجزاء كورونا وتقدم دليلاً على الفرضية القائلة بأن فيروسات البرد الشائعة يمكنها تحفيز ذاكرة الخلايا التائية المتفاعلة ضد كورونا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة