بعد عام حافل بالأحداث المتلاحقة التي أصابت معظم المسؤولين بكل أنحاء الدنيا بالشلل، و أفسدت الكثير من الخطط و الإستراتيجيات الموضوعة ،إذ بنا نطمئن أننا بأيدٍ أمينة محل ثقة و تقدير ،
فقد قبلت الأجهزة المعنية فى الدولة ووزارة التعليم التحدي ، و أصروا ألا يستسلموا لإحباطات لا أول لها من آخر من قائمة طويلة تضم هؤلاء المنتفعين الذين لا يسعدهم و لا يتناسب و أهوائهم أن يتم تطوير منظومة التعليم المهلهلة التي أطاحت بمستقبل أجيال بعينها من الجهال الحاملين لشهادات جامعية بمختلف التخصصات ،
و أصر ت الدولة المصرية ، أن تتصدى بكل الطرق و الوسائل لعصابات التعليم المعروفة لدينا جميعاً ،
و تحدي كافة صعاب الكورونا، فقد تحولت المحنة إلى منحة ، وأصبحت أزمة كورونا هى الفرصة الذهبية التي منحها الله لنا لتفعيل التجربة الخاصة بالتعليم عن بعد و الإعتماد علي الإنترنت الذي سخر منه و هاجمه الكثيرين و حاولوا محاولات مستميته لإفشاله كي تستقر مصادر دخولهم الكبيرة لطالما بقي الحال علي ما هو عليه .
و لكن شاءت الأقدار أن ينتصر الحق علي الباطل و تخلو الساحة من المغرضين بأمر من الله ليثبت التيار الفاعل فى الدولة بحق أنه علي حق ، و أن كل ما وقف بطريقه من عثرات ما هي إلا مفتعلة فحسب
و بالفعل نجحت التجربة ، و تخطي الطلاب مراحل النقل بسلام و إن شابتها بعض الشوائب التي لا يتحمل أوزارها سوي أولياء الأمور و التي تخص الأبحاث كما أعلم و تعلمون .
و لكن :
كانت الثانوية العامة تتويجاً لهذا النصر ،
تلك التي حاول أعداء النجاح و عصابات المنظومة إفشالها بكل طريقة ، و نادوا بتأجيل الإمتحانات بحجة ظروف الوباء ،
إذ كان التحدي الأكبر و الأهم بالتجربة هو إجراء إمتحانات الثانوية العامة بموعدها تحت ضغط شديد و مخاوف غير مسبوقة ، و مسافات أمان مطلوبة و تعقيم مقرات الإمتحانات ذات العدد الضخم و هذا الكم الهائل من الإحتياطات التي تمت بنجاح و علي أكمل وجه ،
لينتهي الطلاب من الإمتحانات بسلام ، و تخرج النتيجة التي أثلجت الصدور و كللت نجاح التجربة
و خاصة بعد ما سعدنا بمعظم أوائل الجمهورية من المدارس الحكومية .
فقد كنت ممن ينادون مراراً و تكراراً بضرورة تطوير منظومة التعليم التي عفا عليها الزمان و خرجت بالفعل عن التصنيف العالمي ، و التي نحن أحوج ما نكون لإصلاحها إن كنا بحق نرجو لهذا الوطن صلاحا ،
و الآن و بعد عامين من المهاترات و التحديات و بفضل من الله الذي اختص مصر و جندها من المخلصين بعنايته قد بدأنا بالفعل نجني ثمار النجاح .
نهاية :
كل الشكر و التقدير لأجهزة الدولة وكافة الوزارات التى تعاونت حتى حققت فوزهابتحدٍ غير مسبوق ،
و هذا ما يثبت بحق أن الحق أحق و الباطل دائماً إلي زوال .