تعود قضية الاجهاض لاثارة الجدل من جديد فى امريكا اللاتينية فى الوقت الذى ينتشر فيه فيروس كورونا، وخاصة فى الارجنتين، حيث ارتفعت نسب الاجهاض فى فترة العزل الاجتماعى ، وانتشرت تحذيرات من ارتفاع تكلفة حبوب الميزوبروستول لأكثر من 5000 بيزو، كما أن يعانى البعض من عدم قدرتهم بالتوصل اليه، حتى أن العديد من الارجنتيين طالبوا المرصد الوطنى للوصول إليه مجانا من خلال النظام الصحى.
وتحاول الحكومة الأرجنتينية منافشة تقنين الاجهاض وفقا لخطة وضعها الرئيس الارجنتينى "خطة 1000 يوم" لأولئك الذين يرغبون فى مواصلة حملهم ويجدون أنفسهم فى وضع ضعيف، ولكن الوباء والعزلة الوقائية التى أدت لتغير هذه الخطط، حسبما قالت صحيفة "كلارين" الارجنتينية.
وأوضحت الصحيفة أن الاستخدام العالمى للدواء بشكل متزايد بسبب تكلفته المنخفضة وانخفاض مخاطر حدوث مضاعفاته، إلا أن فى فترة العزل ارتفعت تكلفته كما أنه أصبح غير متاح للجميع، فلا تستطيع حوالى 1.2 مليون امرأة تتحمل تكلفة علبة واحدة من الدواء، فى حين أن الحد الأدنى للتكلفة 4.828 بيزو فى مارس 2020، فإن متوسط دخل النساء فى أدنى فئة عشرية كان 3.949 دولار فى الربع الاول من هذا العام أى اقل بنسبة 18.2% من تكلفة الدواء.
وأشارت صحيفة "الدياريو " الإسبانية إلى الأرجنتين وكولومبيا يحتلان المراكز الأولى فى عدد وفيات النساء بسبب الإجهاض، وذلك بسبب تجريم الإجهاض فى تلك الدول، فكان من المفترض أن تشهد الأرجنتين فى أوائل مارس عرض مشروع القانون الذى وعد به الرئيس الأرجنتينى البرتو فيرنانديز، خاصة فى الوضع الحالى، تستمر النساء الأرجنتينيات اللواتى يرغبن فى مقاطعة الحمل في تعريض حياتهن للخطر.
ووفقًا لآخر تقرير صادر عن مركز الدراسات القانونية والاجتماعية (CELS) ، يتم إجراء ما بين 460.000 و 600.000 حالة إجهاض سرى فى الأرجنتين سنويًا.
ترى الصحيفة أن سن قوانين جديدة لإلغاء تجريم الإجهاض فى أمريكا اللاتينية سيساعد بشكل كبير فى القضاء على الإجهاض غير الشرعى أو ما يسمى بالإجهاض السرى.
ففى الأرجنتين على سبيل المثال، توفيت امرأة تبلغ من العمر 31 عامًا فى مقاطعة بوينس آيرس، بعد إجهاض غير آمن، بعد تقديم القانون الذى ينظم الإجهاض فى كونجرس الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية، وأوضحت سيسيليا كاراجويزيان، عضو شبكة المهنيين والممارسين العامين، أن الشابة وصلت إلى المستشفى بسبب مرض معدٍ فى الرحم، يطلق عليه متلازمة موندور "وينجم عن الالتهابات.
وقالت كاراجويزيان "ليست هناك حاجة لإخفاء أو تغطية المزيد من الوفيات"، مشيرة إلى أن المرأة لديها ثلاثة أطفال وكانت لديها موارد اقتصادية شحيحة، بالإضافة إلى ذلك ، فقد وجد أن منزله كان بالقرب من مركز صحى ، وقررت الخضوع لعملية إجهاض سرية ، مما أدى إلى وفاتها.
واحتشد آلاف النشطاء المؤيدين لحق الإجهاض أمام مقر المؤتمر الوطنى الأرجنتينى فى العاصمة بوينس آيريس، حيث تم إصدار تشريع يجرم عملية الإجهاض.
وكان النواب أقروا العام الماضى نص قانون شرع الإجهاض إلا أن مجلس الشيوخ رفضه، ومنذ ذاك، ينظم المؤيدون للإجهاض مسيرات وحملات للضغط على المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة أواخر شهر أكتوبر القادم.
وكان مشروع القانون الذى وافق عليه النواب ورفضه الشيوخ، ينص على إنزال العقوبة بالسجن لمدة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وعام واحدا على المسؤولين فى المؤسسات الصحية أو الأطباء الذين "يؤجلون بشكل غير مبرر"، أو يرفضون إجراء الإجهاض الاختيارى أو يرفضونه، وذلك بموجب أحكام القانون.
وتعد الكولومبية، مثالا آخر، وتقول الخبيرة أورا أرتياجا إن "الاجهاض فى كولومبيا يعد من الجرائم الكبيرة والخطيرة، حيث قامت المحكمة الدستورية فى كولومبيا بعدم تشريع الإجهاض، وهناك تجرى أكثر من 400 ألف عملية إجهاض سرية فى البلاد، مقابل 17 ألف عملية.