يثير العودة الى المدارس فى أوروبا جدلا كبيرا ، حول أهمية استمرار تعليم الأطفال وحول مخاوف على الصحة وانتشار موجة ثانية من فيروس كورونا بعد إعادة فتح المدارس،ووفقا لصحيفة "الموندو " الإسبانية فإن الجدل القائم بين الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية حول اللحظة المناسبة لاستئناف النشاط المدرسى ، وتفشى وباء كورونا أدى الى حالة من الحيرة لدى بعض الدول الأوروبية حول المدارس، فمنها قامت بالفعل بإعادة الدراسة مثل ألمانيا والنرويج، وهناك دول قامت باقرار فتح المدارس فى سبتمبر المقبل مثل اسبانيا وايطاليا.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن الأمم المتحدة حذرت من العالم يواجه كارثة لجيل كامل بسبب اغلاق المجارس فى ظل انتشار فيروس كورونا، وقال الأمين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش إن إعادة الطلاب الى المدارس أولوية قصوى بمجرد السيطرة على عملية انتقال العدوى.
وقال جوتيريش"أدت جائحة كورونا إلى أكبر اضطراب في التعليم على الإطلاق، فعلى الرغم من تقديم الدروس التعليمية من خلال شاشات التليفزيون والراديو والإنترنت، وبذل الجهود من قبل المعلمين وأولياء الأمور، إلا أنه من الصعب الوصول للعديد من الطلاب"، وتابع "إننا نواجه الآن كارثة جيل يمكن أن تهدر الإمكانات البشرية وتقوض عقودا من التقدم".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الناحية الآخرى تحذر الصحة العالمية من انتشار موجة ثانية فى أوروبا، وأن العودة الى المدارس ستكون فى تفشى العدوى بشكل أكبر.
وقال المسئول الثاني في منظمة الصحة العالمية ، مايك رايان ، إن إعادة فتح المدارس في البلدان التي لا يزال انتشار كوفيد 19 بها مرتفعاً "سيؤدي إلى تفاقم الوضع".
وبدأت ألمانيا الدارسة فى 3 أغسطس ، حيث كانت ولاية فوربومرن، أول ولاية ألمانية تبدـ العام الدراسى الجديد، ومن المتوقع أن يعود جميع التلاميذ البالغ عددهم 152.700 الف فى الولاية الى المدارس، ومن أجل الحد من خطر العدوى ، تم تقسيم الطلاب الى مجموعات وتوزيعهم على عدة فصول دراسية.
كما استأنفت العديد من الجزر في ولاية شليزفيج-هولشتاين شمالي البلاد أيضا الدراسة اعتبارا من أمس 5 أغسطس ، وستتبعها ولاية هامبورج الساحلية اليوم ، وستنضم المدارس في ولايتي برلين وبراندنبورج المحيطة بها الأسبوع المقبل إلى استئناف النشاط، وكذلك في ولاية شمال الراين- ويستفاليا الأكثر اكتظاظا بالسكان في الغرب، وبقية ولاية شليزفيج-هولشتاين وبقية الولايات.
ورغم عدم الزامية وضع القناع في مدارس مكلنبورج فوربومرن، غير أن ذلك قد يتغير قريبا. وفي حال تسجيل إصابة فإن هذا النظام يجنب إغلاق كل المدرسة وانما وضع الصف المعين وحده قيد الحجر الصحي.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إن المملكة المتحدة هي واحدة من أربع دول في أوروبا الغربية - الأخرى هي إسبانيا وفرنسا وإيطاليا - التي كانت الأكثر تأثراً بالفيروس في الأشهر الأولى من الوباء والتي تم الكشف عن تفشيها في الأسابيع الأخيرة التي جعلت يخافون من موجة ثانية من الإصابات ، بعد أن استأنفوا معظم أنشطتهم بعد أن اعتبروا أن الأسوأ قد انتهى.
على وجه التحديد ، سجلت المملكة المتحدة 892 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية اليوم ، بزيادة 222 حالة عن أمس ،وكانت بريطانيا من الدول التى اعادت فتح المدارس ولكنها تعاود الاغلاق مجددا بعد ارتفاع الاصابات مجددا.
ففى يونيو الماضى، اعيد فتح المدارس لمجموعة صغيرة من التلاميذ الأصغر بين 5-7 سنوات ، والمراهقين سيتم اختبارهم العام المقبل فى الاختبارات الرئيسية ، وترى الحكومة البريطانية أن العودة الى المدرسة للجميع فى سبتمبر المقبل وهى ذات أولية وطنية.
وكانت النرويج من أوائل البلدان الأوروبية التي أعادت فتح رياض الأطفال والمدارس بصورة تدريجية وظلت معدلات الإصابة بالفيروس فيها منخفضة نسبيا.
وقررت كلا من إسبانيا وإيطاليا العودة الى المدارس فى سبتمبر المقبل أيضا، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد الاصابات فى اسبانيا بشكل خاص وظهور حالات جديدة تتركز فى مدريد وكتالونيا واراجون وفالنسيا والاندلس، وتم الكشف عن 1772 حالة خلال ال 24 ساعة الماضية بزيادة أكثر من 594 أكثر من اليوم السابق ، وزيادة طفيفة فى عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفيات.
وبالمثل فى إيطاليا، ففى الوقت الذى تستعد فيه لاستئناف الدراسة فى سبتمبر وعودة جميع الطلاب، تم الابلاغ عن 384 حالة إصابة بفيروس كورونا، أى أكثر من ضعف 190 التى تم اكتشافها أمس مع وجود تمركز فى لومبارديا.
وحذر باحثون من كلية لندن الجامعية، ومدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، من أن العالم مهدد بموجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، أقوى بنحو مرتين من الموجة الأولى، ما لم يتم وضع استراتيجية عزل محكمة مع عودة الطلاب إلى المدارس.
وأشار الباحثون إلى أن إعادة فتح المدارس في سبتمبر المقبل، والعودة إلى العمل، وزيادة التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤدي إلى موجة أكثر شراسة من الفيروس التاجي.
ورجح الباحثون أن تبلغ الموجة الثانية، ذروتها في ديسمبر من عام 2020، وفي أسوأ الاحتمالات ستكون الموجة الثانية أعلى بنسبة بأكثر من مرتين من الموجة الأولى.