من نعم الله الكبرى أن أمد فى عمر السيدة فيروز، وجعلها محافظة على وجودها ورونقها الدائم، وعلى كونها رمزا فنيا خالدا فى الثقافة العربية، وهو أمر يستحق الاحتفاء به طوال الوقت، واليوم بعدما زارها الرئيس الفرنسى ماكرون فى بيتها فى لبنان، فإن ذلك وإن كان لا يقدم جديدا، لكنه يؤكد ثابتا وهو أن محبتنا لفيروز ليست من فراغ.
ظهرت السيدة فيروز فى الصور القليلة التى انتشرت بعد اللقاء، كما كنا نراها من قبل بسيطة وواضحة وجميلة فى الوقت نفسه، تقف مبتسمة غير مرتبكة كما نتوقع، ويقف ماكرون معترفا بقيمتها الكبرى.
ويذكرنا هذا الموقف بالحديث عن فيروز فهى عظيمة فى كل شىء حتى بعيدا عن الغناء، فقد صمتت طوال أعوام الحرب الأهلية اللبنانية عن الغناء، لكى لا تحسب على أحد، ورفضت ترك منزلها ببيروت رغم تعرضه للقصف بصاروخ، وفى عام 1994 وبعد انتهاء ويلات الحرب الأهلية الطائفية غنت فى ساحة الشهداء الشاهدة على الدمار التى خلفتها القذائف والنيران، غنت للبشر والناس، غنت لكل أبناء الشعب، غنت لبيروت فقط، هذا ما وضعها فى مرتبة القديسين عند الجميع على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية والأيديولوجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة