مثلت واقعة سيدة القطار، وكيف تعاملت المعلمة والأم صفية أبو العزم، مع قصة المجند والكمسري، ودفعت ثمن تذكرة القطار للمجند فى قطار القاهرة المنصورة، صورة مشرفة للمرأة المصرية، وأصل أبناء البلد، فى موقف يبين "معدن" تلك المرأة الشجاعة.
ما فعلته سيدة القطار فى الفيديو المنتشر، منذ أمس، فى واقعة المجند والكمسارى فى قطار المنصورة – القاهرة، ليس جديدا على الأم المصرية المعروفة بالحب والدفاع عن الأبناء، وقد حصلت السيدة على حقها من احتفاء، وهى تستحق ذلك، وصار الجميع يطلقون عليها "سيدة القطار".
ولعل الموقف المشرف الذى أظهرته السيدة صفية أبو العزم، جعلنا نتذكر بعض الأمثلة المميزة للمرأة فى الروايات المصرية، من بينها:
إلهام فى رواية "الطريق" نجيب محفوظ
(إلهام) الفتاة العصامية الواعية التى تفهم الحياة بتعقديداتها وتعمل على بناء مستقبل منشود لها فيتحابان بعدما يخبرها كاذبا بقصة اختلقها يبرر فيها وجوده وبحثه وحبه، وكان نجيب قد تناول فى الرواية جدلية الخير والشر التى تحكم حياة الفرد، فليست شخصية إلهام ليست سوى الجانب المشرق، كذلك تشكل "إلهام" النقيض الإيجابى لسلبية (صابر) ورؤيته للحياة فى انتظار مخلّص يقدم إليه من العدم والفراغ، و(إلهام) أيضا تكيفت مع الواقع ولم تعد تبحث فى الماضي، فظهرت (إلهام) نموذج واع للإنسان المعتمد على ذاته الذى يصنع حياته ويرسمها كما يريد بعيدا عن أى تأثيرات قادمة من الماضى أو الواقع نفسه؛ إنها النموذج الواعى الواثق من غده.
ليلى فى رواية "الباب المفتوح" لطيفة الزيات
شخصية ليلى للأديبة الكبيرة لطيفة الزيات، تناولت سيرة فتاة تشعر بظلم المجتمع الذكورى الذى يحملها الخطيئة دائمًا رغم أنها لم تقترف ذنبًا، لكن فقط لأنها أنثى، كذلك الأسرة التى تحرم عليها الحب والحرية والاختيار؛ فنجد «ليلى» وحدها تواجه الأب الذى يساهم فى تضييق الخناق على ابنته مطبقًا قواعد المجتمع الظالمة، والخطيب الذى يعتبر نفسه سيداً ووصيًا على المرأة وينظر للأنثى كونها مجرد مظهر اجتماعى يكمل صورته الناقصة أمام الناس، وازدواجية الأخ الذى يتشدق بعبارات المساواة لكنه مع ذلك ينظر إلى أخته على أنها كائن أقل منه، وعصام - حبيبها الأول- الذى ينظر للمرأة كونها جسدًا فقط؛ وهنا تفضح الكاتبة ازدواجية المجتمع وتكشف عورته من خلال نظرته المتدنية للمرأة.
واستطاعت البطلة فى النهاية أن تثور وينتصر الجزء المتمرد داخلها على الجزء الخاضع؛ فاعترضت ومزقت عباءة الاستسلام وانضمت مع حبيبها إلى صفوف الحركة الوطنية فى بورسعيد.
فاطمة تعلبة فى رواية "الوتد" خيرى شلبى
من خلال شخصية "فاطمة تعلبة" بطلة الرواية المرأة القوية، التى تدير شئون أسرتها الكبيرة "العكايشة"، وتعد وتد الأسرة، وتربطها صلة وثيقة بابنها الأكبر "الشيخ درويش"، والتى جسدت دورها الممثلة الراحلة هدى سلطان فى المسلسل التليفزيونى المأخوذ عن الرواية نفسها.
إذ نرى الكاتب يتعمد ذكر ألفاظ لمسميات تراثية محلية ذات دلالات غرائبية، وجاء هذا الدفق عبر متوالية متدرجة فى عرضها، فكان أبجديات ومسميات التراث هى المقصودة لذاتها، وما النص بأجزائه الأربعة إلا وعاءً لها، من الملاحظ أن للمرأة وجودها الطاغى، ويمكن القول إن عالم الأمومة يغطى المساحة الكبرى من الرواية، لكنه ليس حضوراً انثوياً محضاً، لذلك نرى أن الحاجة فاطمة "تعلبة" تمثل كيانية البيت فكأنها الوتد الذى يرتكز علية البيت، إن العلاقة بين الوتد والمركزية وما تمثله من رسوخ تفضى إلى دلالات منفتحة، إنها التجذر الذى يمثل الرسوخ فى الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة