نتوقف عند الإصدار السادس عشر من كتاب "مرايا" الصادرة عن دار المرايا للإنتاج الثقافى، ويتضمن عددا من الدراسات، منها "رحلات بين أربعة جدران: تأملات حول العزل والعزل" للكاتب والروائي محمد عبد النبي، كما كتب وليد الخشاب "أمينة رشيد: المعلمة بالمثال.. شذرات من سيرة شخصية مفتوحة على المجال العام".
أتى الإصدار فى لحظة لا صوت فيها يعلو فوق صوت كورونا، حسبما تقول مقدمة العدد، إذ ينتشر الوباء فى مصر والعالم مسقطا عشرات الآلاف من المرضى والمتوفين، ويحوى هذا الإصدرا من كتاب مرايا، عدة مقالات عن وباء كورونا وتأثيراته على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
فى مقالة عن كورونا الأزمة التى زادت من أوجاع سوق العمل فى مصر، يناقش محمد جاد التأثيرات الكارثية للكورونا على أسواق العمل، فى بلدان عدة، والسياسات الجديدة التى ظهرت لتعويض العمال عن الأجور المفقودة، بسبب سياسيات حظر التجوال، وكذلك أشكال الدعم المختلفة التى قدمتها دول العالم إلى فئة العاملين خارج النطاق الرسمى.
وتطرق جاد إلى الوضع فى مصر طارحا أن الوباء المستجد جاء إلى مصر على خلفية عقود اتسع فيها نطاق العمل غير الرسمى بشكل سريع، الأمر الذى زاد من مصاعب حماية العمال تحت ظروف الوباء الضاغطة، لتصبح تلك الأزمة بمثابة لحظة كاشفة لمشكلات سوق العمل المتراكمة فى مصر.
وتقدم الدراسة التى ترجمتها أسماء ياسين بعنوان "الاشتراكية فى زمن الأوبئة" تحليلا لأسباب ظهور الأوبئة والسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصاية النتى تتداخل وتنتجها فى نهاية المطاف، وتجادل الدراسة بأنه لا يمكن فهم طبيعة جائحة كوفيد 19 دون النظر إلى الرأسمالية فى تكوينها الحالى. فوباء، على هذا المستوى، يزيد من حدة أخطاء الرأسمالية الموجودة بالفعل من قبل. وبشكل أساسى، هو يضعنا أمام خيارين: إما الدفاع عن الأرباح، أو إنقاذ الأوراح.