كريستيان ديتريش جرابه كاتب مسرحى ألمانى من أحد مجددى الأدب المسرحى فى عصره، وتمر اليوم ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 12 سبتمبر من عام 1836م، تاركًا عددا من المسرحيات، بعد أن استطاع إدخال تطويرات على الأسلوب المسرحى، كريستيان ديتريش جرابه، الذى ولد فى يوم 11 ديسمبر 1801م، كان متأثرا بمسرحيات شكسبير، ومؤمنا بأفكار فترة العاصفة والاندفاع التى سادت فى نهاية القرن الثامن عشر.
استطاع جرابه نقل مسرحياته من الأسلوب الصارم الذى كان سائدا فى عصر الكلاسيكية، إلى أسلوب يقوم على الربط المتناغم والمتدفق للمشاهد المسرحية، حيث كان ذلك تمهيدا لظهور المسرح الواقعى فيما بعد، حيث طرح جرابه خلال مسرحياته رؤية متشائمة للعالم, كما احتوت نصوصه على بعض المشاهد المفزعة.
وفى عام 1820حصل على منحة دراسية لدراسة القانون فى مدينة لايبزج، وتركها فى عام 1822 ليكمل الدراسة فى برلين، وبعد الانتهاء من الدراسة حاول العمل فى إحدى المسارح ممثلا أو مخرجًا، ولكنه فشل فى تحقيق ذلك، ليحاول بعد ذلك أن يجد وظيفة فى مجال القانون، ولكن محاولاته باتت بالفشل أيضًا.
وفى عام 1829 عرضت أولى أعماله المسرحية "دون جوان وفاوست" فى ديتمولد ونالت نجاحا كبيرا، ولكن فى عام 1831 بدأت صحته تزداد سوءا بشكل ملحوظ، وظهرت عليه آثار إدمان الكحول.
كتب "جرابه" مسرحياته الأولى "الدوق تيودور فون جوتلاند"، وكانت صدمة للجمهور فى ذلك الوقت، لاستغراقها فى الرؤى العدمية والتشاؤمية المفرطة، إلا أن معظم مسرحياته الأخرى، كانت تعد أهم المسرحيات فى زمنه، ومن هذه المسرحيات "نابليون أو المائة يوم" ومسرحية "هانيبال"، فقد صورت هاتان المسرحيتان صورة تاريخية مغايرة لتقاليد تناول الأحداث التاريخية فى الأعمال الدرامية، كما تعتبر مسرحيته الكوميدية "فكاهة وهجاء وسخرية ومعنى أعمق"، من أكثر المسرحيات تأثيرا على المسرحيات الكوميدية الألمانية، وما زالت تعرض فى المسارح وتلقى قبولا من الجمهور حتى الآن.
بعد رحيل جرابه أعاد كتاب المسرح الطبيعى والتأثيرى اكتشاف أعماله وتقديمها مرة أخرى، كما أنه حاز على التمجيد من من قبل النازيين أيام هتلر، لأن أفكاره كانت تلتقى مع أفكارهم فى بعض القضايا، ومنها معاداة السامية.
وفى مدينة ديتمولد مسقط رأسه, تم تخليد اسمه بإطلاقه على إحدى المدارس الثانوية، وتم تأسيس جائزة باسمه فى سنة 1994، هى جائزة كريستيان ديتريش جرابه للأدب المسرحى الحديث.
