على الرغم من أنه لم يحصل يوماً على أدوار البطولة وظل طوال حياته يؤدى الدور الثانى والثالث ومشاهد قليلة فى الأفلام التى شارك فيها إلا أن الفنان الراحل رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية والذى تحل ذكرى ميلاده اليوم حيث ولد فى 13 سبتمبر عام 1903 استطاع بهذه المشاهد أن يخلد اسمه فى سجلات عمالقة الفن ومبدعيه الذين حفروا أسمائهم فى وجدان وذاكرة الملايين على مر الأجيال.
كانت حياة رياض القصبجى بسيطة تشبه أدواره حيث ولد فى مدينة بسوهاج، وبدأ حياته"كمساري" في السكة الحديد، وكان يمارس رياضتى رفع الأثقال، والملاكمة، ولكن بدأ حبه للفن واشترك في جماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، ثم التحق بالعديد من الفرق المسرحية، واستطاع أن يجسد الطيبة والبساطة وفى نفس الوقت يؤدى أدوار الشر كأخطر رئيس عصابة، وجاءت شهرته بعد أن شارك اسماعيل ياسين فى أفلامه فاشتهر بشخصية الشاويش عطية.
وظل رياض القصبجى يعمل فى التمثيل ويبدع فى الكوميديا حتى غابت عنه الابتسامة وتحولت حياته من الصحة إلى المرض وأصيب بالشلل.
وفى عام 1959 ذهب محرر من مجلة الكواكب إلى بيت الفنان الكوميدى الذى طالما أضحك الجمهور، وكان يسكن وقتها فى منزل بسيط قديم فى شارع قطة بشبرا، بعد أن أصيب بالشلل نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
كان رياض القصبجى كما وصفه محرر الكواكب يغالب مرضه وحده ويرقد على فراشه عاجزاً وحوله العديد من الأدوية بعد أن أصاب الشلل ذراعه وساقه ولم يعد قادراً على الحركة، يلبس جلبابا من الكستور ويحاول أن يغالب آلامه بابتسامة استقبل بها صحفى الكواكب، وحاول أن يرفع يده ليصافحه لكنه عجز، وبعدها بدأت تغالبه دموعه وهو يتمتم بكلمات بسيطة قائلا: "الحمد لله مستورة".
وقال محرر الكواكب إن القصبجى الذى شارك فى أكثر من 100 فيلم، وكان دخله فى السنة لا يزيد عن 25 جنيهاً، ينفق منها على أسرته وعلى تعليم ابنه فتحى الذى كان طفلا فى المدرسة وقتها، وبعد أن أقعده المرض ساءت أحواله المادية خاصة مع حاجته للعلاج.
وبعد نشر هذا الموضوع عن حالة شاويش عطية فى مجلة الكواكب تعاطف معه عدد من زملائه الذين اجتمعوا فى مكتب المنتج جمال الليثى وقرر كل منهم التبرع بمبلغ لعلاج ياض القصبجى وأعلنت الكواكب عن الأسماء وقيمة التبرعات التى لم تتجاوز وقتها 265 جنيهاً.
وبعد فترة من المرض لم يعد الكثيرون من زملاء رياض القصبجى يداومون على زيارته سوى وحش الشاشة فريد شوقى، وفى أبريل عام 1962 كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم 'الخطايا' الذى ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل إلى القصبجى ليقوم بدور فى الفيلم، بعد أن سمع أنه تماثل للشفاء.
وجاء الشاويش عطية إلى الاستوديو مستندا على ذراع شقيقته وتحامل على نفسه حتى يبدو وكأنه شفى ويستطيع أن يعمل، لكن حسن الأمام أدرك أن الشاويش عطية ما زال يعانى وأنه سيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا فأخذ يطيب خاطره وطلب منه بلباقة أن يستريح، لكن الشاويش عطية أصر على العمل، وما كاد يواجه الكاميرا ويبدأ فى أداء دوره حتى سقط وانهمرت دموعه وهم يساعدونه على النهوض، وعاد إلى بيته حزينا وكانت هذه آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وبعد عام من هذا الحدث، وتحديدا في 23 أبريل من عام 1963 فارق رياض القصبجي الحياة عن عمر 60 عاما ولكن بقيت أعماله ترسم البسمة على وجوه الملايين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة