3و3 ترليون دولا هو حجم التجارة العالمية التى تتم عبرشبكة الإنترنت .
هذا الرقم يمثل زيادة بنسبة 20% عن العام السابق ، لسبب كلنا نعرفه هو وباء كورونا الذى تسبب فى وقف الحركة فى الموانىء العالمية وتقطيع اوصال الكرة الأرضية ،ومع جلوس الناس فى بيوتها " محبوسين " زادت عدد الزيارات للمواقع الإلكترونية بنسبة 16 %، وزادت مبيعات السلع التى يتم تداولها عبرالشبكة العنكبوتية بنسبة 51%.
واذا كان لوباء كورونا فائدة ، فهى تسريع دخول مصر عصر التجارة الإلكترونية .
الجميل فى الأمر ان الرئيس السيسى ، وبرؤيته الإستشرافية لمستقبل مصر لم يغب عنه هذا الأمر ، وتحمس لمشروع مايمكن أن نسميه منصة تجارة إلكترونية متكاملة لمصر( إيجى مصر، منصة مصر للعالم الرقمية ) لتحقيق أهداف كثيرة واعدة أبسطها تصدير الصناعة المصرية ، فى عصر أصبحت الأولوية فيه والغلبة للتجارة الإلكترونية ، وكذلك تصدير السياحة المصرية للعالم ، وحديثا تصدير العقار المصرى باستخدام أحدث تكنولوجيا العصر وأحدث البرامج منها تقنيات الواقع الإفتراض المعزز ، التى تتيح لك مثلا زيارة المكان سواء أكان شقة او فيلا أو حتى متحفا والتجول فيه ،كما شئت بل ومطالعة المعروضات من دون أن تترك مكانك ، وحصل المشروع الذى هو احد مشروعات " تحيا مصر " على مباركة الرئيس لأهميته ، وبالفعل تم انشاء الشركة التى ستدير المشروع برأسمال مليار و100 مليون جنيه ، كان ذلك فى 2016، وبعدها تم استقطاب أفضل العناصر المصرية ، 150 من أمهرالشباب المصريين ، كل فى مجاله لم يترددوا فى تلبية نداء وطنهم ، ودخلوا فى تحدى اثبات الذات ، وفى زمن قياسى تم انشاء البنية الأساسية الرقمية لهذا المنصة التى لا زالت تعتبر فى تشغيلها التجريبى ، ورغم ذلك حصلت المنصة على المركز الأول على 30ألف شركة متخصصة فى المجال فى ملتقى دولى فى سان فرانسيسكو ، والمركز الأول على 45 دولة فى ملتقى آخر ، كل هذا والمنصة لم تنطلق انطلاقتها الفعلية بعد لأن الأمر يتطلب تعزيز المسدد من رأس المال وعدم اقتصاره على 89 مليون جنيه ذهبت جميعها فى توفير البنية الأساسية التكنولوجية والمقر وفى استقطاب العناصر المتفردة ، الآن أصبحت زيادة رأس المال ضرورة لكى تعلن المنصة نفسها عن وجودها القوى فى عالم الديجيتال ، وتقنع الأطراف المختلفة بها ، وتدور عجلة الإستفادة المرجوة من اطلاقها .
مشكلة الصناعة المصرية فى سوء التسويق أو لنقل غيابه ، واذا وجد فهو سلبى ، نفس الأمر يتعاظم فى غياب التسويق عن السياحة المصرية بصورة تليق بمصر باعتبارها دولة عظمى بالمعايير السياحية ، وما يقال على الصناعة والسياحة يكاد يتكرر فى كل أمور حياتنا بعدم الإهتمام ببنود التسويق ، بعكس دولة مثل الإمارات الشقبقة التى اهتمت بالتسويق اهتماما غير مسبوق ، فنجحت خلال عدة عقود بفضل التسويق الناجح من مجرد دولة صحراوية الى هذا العملاق الإقتصادى الناجح الذى نراه الآن .
السؤال الساذج : هل يتعارض عمل منصة مصر للعالم الرقمية الوليدة المبهرة مع مثلا مع منصة مصر الرقمية لوزارة الإتصالات أو مع بقية منصات الحكومة الرقمية ام تتكامل معها ؟ والأهم اذا كان هذا هو حقيقة ما تقول ماذا يمنع الإنتقال الى المرحلة الثانية ؟
لا أملك إجابة ولكنى تعرفت على هذا الوليد العملاق خلال ندوة للسيدة ميناس ابراهيم المسئولة عن هذا المشروع فى المجلس الإعلى للثقافة كانت تتحدث فيها بحضور أعضاء لجنة الكتاب والنشر التى أشرف بعضويتها ، وخلال اللقاء كشفت السيدة ميناس عن أحد مزايا المنصة الرائعة التى تتيح تحميل وبيع وتسويق الكتاب المصرى على غرار أمازون ، وقالت أن البنية مؤهلة بالفعل لإنطلاق مشروع واعد قد يكون طوق النجاة لصناعة النشر فى مصر ، سواء ورقى او إلكترونى .
بعد اللقاء تصفحت إمكانيات المنصة الوليدة ووجدت أننى أمام مشروع واعد قد يكون طوق النجاة للصناعة المصرية وتحديدا الصناعات الحرفية والتراثية ، ويكون بوابتها نحو العالمية : تسويقا وبيعا ، كذلك الأمر بالنسبة للسياحة التى تتأهب لقفزة نوعية بفضل الوزير الشاب د. خالد عنانى ، ولكن لماذا تتأخر هذه الإنطلاقة الحقيقية لبوابة مصرللعالم الرقمية ، فى وقت نحن فيه فى أمس الحاجة لخدماتها ؟
لا أملك الإجابة ، ومن يملكها يتفضل مشكورا بابلاغى بها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة