6 أشهر على بدء جائحة فيروس كورونا، كانت كافية لإجراء انقلابات علمية وطبية، بل وسياسية فى العالم كله، ولا تزال المخاوف قائمة مع اقتراب فصل الشتاء، فى وقت لم تعلن أى جهة حتى الآن التوصل إلى لقاح أو دواء حاسم.
تراجعت الأخبار السابقة عن قرب الانتهاء من لقاح أكسفورد، بالرغم من سبق إعلانهم أنهم اقتربوا من إنتاج اللقاح تجاريا، بل إن دولا مثل الولايات المتحدة تعاقدت على ملايين الجرعات من اللقاح، وبالنسبة للقاح الروسى رغم إعلان الرئيس بوتين قبل شهر عن إطلاق اللقاح ونجاح تجاربه على البشر، فإن الأنباء حول اللقاح تراجعت فيما بدا أنه ما زال تحت الاختبارات.
لا تزال الصين والهند تجريان تجارب على لقاحات مختلفة، وأعلنت الهند عن أن لقاح كوفاكسين الهندى حقق استجابة مناعية قوية ضد فيروس COVID-19 فى التجربة التى أجريت على الحيوانات، وقد أعلنت شركة بهارات بيوتك عن فاعلية اللقاح فى الحماية من فيروس كورونا، وتم اختباره فى 12 معهدا بالهند، وإعطاء اللقاح من جرعتين لـ 20 قردا من قرود المكاك، و«أظهرت النتائج فاعلية وقائية، وزيادة الأجسام المضادة، والحد من تكاثر فيروس كورونا فى تجويف الأنف، والحلق، وأنسجة الرئة لدى القردة»، وفى انتظار مرحلة التجارب على البشر بعد نجاحها مع القرود، والتى تعتبر المرحلة السابقة مباشرة للبشر.
وبجانب الهند هناك دراسات وأبحاث وتجارب وما يقرب من 130 جهة علمية وطبية تعمل للتوصل إلى لقاح للفيروس، منها 7 جهات فقط أعلنت عن اقتراب نتائج الأبحاث من التوصل للقاح.
فى مصر أعلنت وزارة الصحة عن بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح كورونا بالتعاون مع الصين، وبدء استقبال المتطوعين، وحسب الدكتور أمجد الحداد، رئيس مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، فإن مصر دخلت فى شراكة مع الجانب الصينى والحكومة الصينية، وهذه الشراكة تتمثل فى أنه بعد الانتهاء من هذه التجارب سيتم تصنيع اللقاح فى مصر، وأن التجارب مرت بمراحل مختلفة وصولا إلى اختبارات الفاعلية على نطاق أوسع من البشر ويصل عددهم إلى نحو 45 ألف متطوع.
فى الولايات المتحدة الأمريكية تحول علاج ولقاح كورونا إلى جزء من الصراع السياسى مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث كان فيروس كورونا إحدى أدوات جو بايدن، والديمقراطيين، لمواجهة الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، باعتباره فشل فى مواجهة الفيروس، بينما ترامب يسعى للتواصل مع الشركات الطبية للإسراع بإنتاج لقاح أو علاج يمكن أن يعالج شروخا أحدثها الفيروس.
الديمقراطيون يراهنون على تأخر اللقاح والدواء، حتى يربحوا المزيد من الأصوات والفرص، حتى ولو على حساب المواطنين والوفيات، التى تمثل تصويتا لصالحهم وخصما من رصيد ترامب والجمهوريين، حيث يحسم اسم الرئيس القادم فى نوفمبر، وهى فترة ربما لا تكون كافية ليعوض ترامب خسائره، بينما هو نفسه يؤكد أن هناك تلاعبا فى استطلاعات الرأى، والتى لا تعبر عن الواقع ويتم توجيهها لصالح الديمقراطيين الذين يسيطرون على الإعلام ومؤسسات استطلاعات الرأى، لتبقى السياسة قائمة على خلفية التعامل مع الفيروس.
لكن بعيدا عن صراعات السياسة ومساعى الجهات العلمية والبحثية للتوصل إلى لقاح أو علاج لفيروس كورونا، يقترب فصل الشتاء وتتزايد مخاوف انتشار أوسع للفيروس، خاصة أن هناك توقعات بتضاعف حالة الارتباك من كورونا، مع موسم انتشار فيروس الأنفلونزا الموسمية، والذى يحمل بعض أعراض كورونا، وهو ما يمكن أن يتسبب فى إرباك للمنظومات الطبية عبر العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة