استقبل الشعب المصرى خبر سقوط محمود عزت، نائب مرشد تنظيم الإخوان فى قبضة رجال الأمن المصرى بفرحة كبيرة، نظرا لما يحمله سقوط هذا الإرهابى العتيد من معانٍ ودلالات فى مسيرة الصراع بين الدولة الوطنية والتنظيم الإرهابى، حيث مَثل سقوط عزت ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابى وإلى من يسانده أيضًا من أنظمة دولية معادية وأجهزة استخبارات كذلك، ولا تتوقف خطورة الإرهابى محمود عزت، على كونه أخطر رجال التنظيم وأكثرهم ميلا إلى التكفير والعنف والدموية، بل يتجاوز الأمر ذلك فإن عزت تحول بهروبه المتكرر طيلة السنوات السبع الماضية إلى رمز وأمل أخير يتشبث به إخوان الداخل والخارج فى تماسك التنظيم ووجود الجماعة فى الواقع بشكل فاعل حتى يتمكن التنظيم من استعادة قوته وإعادة ترتيب أوراقه.
وبسقوط الإرهابى محمود عزت تبدد هذا الأمل عند الشباب الموهوم المغرر به من قبل قيادات التنظيم، وبدأت تحاك القصص الوهمية المعتادة حول براءة عزت من الاشتراك أو التخطيط فى أى عمليات إرهابية، وعلى الرغم من اشتهار عزت بنزوعه الشديد إلى القطبية التكفيرية العنيفة، حيث كان يلقب بقائد تيار الصقور داخل تنظيم الإخوان وهو الأب الروحى لخيرت الشاطر المعروف أيضًا بنزوعه إلى التكفير والعنف ولمحمد كمال مؤسس الخلايا المسلحة التى عرفت بأسماء متعددة مثل العقاب الثورى وحسم وكتائب حلوان، وغيرها والتى قامت بالعديد من العمليات الإرهابية التى استهدفت زعزعة الأمن والتأثير على الوحدة الوطنية، والعمل على استهداف رجال الشرطة والجيش وعلى استنزاف موارد الاقتصاد المصرى، عن طريق إدخال المجتمع فى حالة أمنية غير مستقرة، إلا أننا نود التأكيد على أن تقسيم تنظيم الإخوان إلى حمائم يقودها محمود حسين أو غيره وصقور يقودها محمود عزت ليست تقسميا واقعيا ولا صحيحا لأنه ومنذ أن أنشأ حسن البنا تنظيم الإخوان وأنشأ التنظيم السرى أو الجهاز الخاص المسلح الذى قام بالعديد من العمليات الإرهابية تحت قيادته لم يعرف فى الإخوان فى تاريخهم تيار سلمى، بل هو صراع بين تيار العنف المعجل وتيار العنف المؤجل، فالدموية والتكفير متجذران فى أصل التنظيم منذ نشأته، ربما يكون ازداد عنفا ودموية مع دخول أفكار سيد قطب التكفيرية فى البناء التنظيمى والفكرى للجماعة، لكننا نستطيع أن نقول وبدقة إن الإرهابى محمود عزت هو قائد الفصيل الأكثر قطبية ودموية داخل تنظيم الإخوان الدموى.
وسوف يفتح اعتقال محمود عزت الباب أمام تساؤلات وتكهنات كثيرة حول المرشد الجديد للإخوان، وسوف يكشف لنا عن صراعات جديدة داخل فصائل التنظيم المتنازعة المهترأة، وبكل المقاييس فإن القبض على عزت يعكس مدى قوة الدولة المصرية وتمكن الأجهزة الأمنية من السيطرة على زمام الأمور، وإن عملية ملاحقة قيادات التنظيم الإرهابى لا يمكن أن تتوقف أبدا ولا تسقط مع تقادم الزمن، لأن عمليات الأخذ بثأر شهداء الشرطة والجيش والشعب مستمرة، والدولة المصرية باسطة سيطرتها وأجنحتها على جميع أبعاد الصراع دوليا ومحليا.
والدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تتعامل مع هذه الملفات بدقة وبعلم وبحرفية وبصبر ولا تهمل أى جانب من جوانب الصراع سواء على الصعيد الفكرى أو الأمنى أو العسكرى أو السياسى أو التنموى، فهى تدرك أهمية كل تلك المحاور لأنها تخوض معركة وعى ومصير فى المقام الأول، وبفضل هذه السياسة الحكيمة فى المواجهة ارتفعت درجة الوعى لدى الشعب المصرى، ولم يعد ينظر إلى هذه القيادات الإرهابية على أنها قيادات إسلامية تريد الخير أو تتبنى مشروعا إسلاميا حقيقيا، بل أدرك الشعب المصرى والشعوب العربية طبيعة الصراع وأدرك أن الدين عند هؤلاء ما هو إلا ستار يستغله الإرهابى محمود عزت وسائر قيادات التنظيم للتغطية على مشروعهم الإرهابى المدمر الذى يهدف إلى تقسيم مصر وإضعافها حتى تكون لقمة سائغة لأردوغان فهذه العملية تعد صفعة مباشرة قوية أيضًا على وجه أردوغان وقطر، حيث أصبح رجال التنظيم فى الداخل والخارج فى العراء المكشوف، وإننا على ثقة تامة أن مصر على الحق المبين، وأن الله تعالى ناصرها ومثبت أركانها ومسدد خطاها، لأنها لم تعتد يوما على أحد ولم تتدخل فى شؤون أحد، ولم تطمع فى ثروات أحد، ولم يكن لها مشروع استعمارى يتجاوز حدودها، وإن رئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسى، هو إنسان يحمل كل صفات القادة الشرفاء النبلاء ويقود معركته الوطنية والأخلاقية بكل نزاهة وشرف لا مجال فيها للخيانة ولا للغدر ولا للخداع، الذى اعتادته الجماعات الإرهابية، وهذه سمة مصر وقيمها ومبادؤها التى تزيدها قوة وثباتا عبر الزمان وفى كال التحديات والصراعات، سقط محمود عزت فى عالم الدين والأخلاق والقيم قبل أن يسقط فى قبضة رجال الأمن، ولم يكن يخالجنا ذرة شك فى سقوطه لأن الحق ينتصر مهما طال الزمان ومهما تظاهر الباطل بمظهر التقى المجاهد فى سبيل الله، ومصر مصممة عازمة على عدم تجزئة القضية أو تفتيتها أو إرجائها، والرئيس عبد الفتاح السيسى، عازم عزما أكيدا على تسليم مصر للأجيال القادمة دولة حضارية متقدمة متطورة نظيفة من الإرهاب، لا مجال فيها للتخلف الفكرى الذى رسخته جماعات الإسلام السياسى، وغيبت وعى الشعب سنينا عديدة، ولم تكن تتم المواجهة الشاملة الجذرية لهذا الفكر المدمر إلا على يد القائد عبد الفتاح السيسى، حفظه الله ونصره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة