بعمق وكوميديا بدأت وانتهت أحداث ثورة الخروج السرى التى دعا إليها المقاول الإسبانى، والإعلام القطرى والتركى فى القاهرة، وشاركت فيها فضائيات ومواقع ولجان إلكترونية من تركيا وقطر ولندن وأطلانتا والمريخ وزحل، تعمل من الخارج وتدعو لثورة فى الداخل، وهى ثورة أصبحت مضحكة وكوميدية ومثيرة للضحك، بل إن تنظيم الإخوان مع قطر وقنوات تركيا مارسوا عملية «تهزىء فكرة التغيير والثورة» و«مرمغوا» بها الأرض، لسنوات مقبلة.
ربما لا أحد كان يتصور بعد أن فشل المقاول الممثل الإسبانى فى العام الماضى، وأعلن اعتزال سياسة لم يعمل بها، أن يعود ليكرر نفس الدعوة هذا العام، وفى نفس اليوم، وكأنه يحتفل بالعيد الأول لفشل الثورة الأولى.
ولأنها ثورة ضاحكة وفكاهية، تفرجنا على نفس المتظاهر من ذوى الخطوة فى الجيزة والصعيد والمعادى والمنوفية والدائرى والمحور، ونفس المظاهرة فى عين شمس وحلوان والعياط وأسوان ورأس التين والعين السخنة.
وبسبب عدم التنسيق بين اللجان والفضائيات، كتب بعض أعضاء اللجان الإلكترونية الفكاهية بوستات من نوعية أخويا لسه فى التحرير وابن عمتى فى الجيزة، وباقى العيلة فى الإسكندرية ويبالغون لزوم تحليل التمويل، يتحدثون عن مظاهرات متزاحمة ومجموعات متكالبة، وتكتشف أن الحساب من إنتاج «بيض اليوم» وليس له متابعون ولا فريند، ومنطلق من تركيا أو الدوحة ويفضحون أنفسهم ومشغليهم.
ورغم الملايين المخصصة لم يبذل إعلام ثورة الإسبانى من قطر جهدا فى تفصيل الكذب، وحبك التمثيليات الثورية، ويبدو أنهم أصيبوا بالملل من تكرار نفس الدعاوى والبوستات ثلاث أو أربع مرات فشلت وما زالوا قادرين على تحقيق الفشل بنجاح ساحق.
أما المقاول الإسبانى فقد كان «نمرة» بكل معانى التهريج، خرج فى عدة فيديوهات مرة يشتم جماعة الإخوان والفضائيات الممولة من قطر فى أنحاء المعمورة لأنهم لم يقدموا ما عليهم فى تدعيم ثورته منقطعة الجماهير. لم تكذب قنوات دعم «ثورة الملاعق واللب» خبرا، وظلت تعرض كل ما تصل إليه يداها وقدماها من فيديوهات وصور هزت أركان «فيس بوك وتويتر وسناب شات وتيك توك» من الضحك، واصلت الجزيرة لا مبالاتها عرضت فيديوهات قديمة، واحتفالات وأفراح شعبية، ولعب عيال على أنها مظاهرات جماهيرية هادرة، واضطروا لتكذيب أنفسهم بعد أن كذبتهم كل المواقع والحسابات حتى التابعة لهم.
المقاول الإسبانى تجاوز العقل والمنطق، وتحول إلى «أمثولة» فكاهية، رغم حجم الإنفاق والتجهيزات، والتمويل، ظل فقرة فكاهية، يطلع لايف ليصرخ ويشق جيوبه، ويهاجم الخونة الذين لم يخرجوا، ثم يبدأ فى مهاجمة الشعب الذى كسر بخاطره ولم تخرج الجماهير لتحيته والفرجة عليه، ثم يعود ليتحدث أمام قناة الجزيرة، ويجلس اثنان من مذيعى القناة القطرية بكل جدية ويطرحون عليه أسئلة من نوعية «أين أنت.. فيقول أنا هنا، ماذا عن الثورة فيرد: «أنا مش سياسى».. ومن أنت؟ أنا أتابع الأحداث وأعد الناس بدعم مخالفات المبانى وتوزيع طريقة عمل الأحزاب فى المنزل، ويصاب بحالة ثورية، ويخرج ليسب الشعب الذى لم يطاوعه ولم يسمع كلامه، وجماعة الإخوان الذين تركوه فى العراء، ويواصل فريق «كل واشكر» منطلقا فى فراغات القنوات، ليقسم أن الجماهير الهادرة تهدر على صفحات «فيس بوك»، ويقسمون أن الثورة نجحت مع أن المقاول والجزيرة وتوابعهما فى تركيا سقطوا فى مستنقع أفكارهم فدخلوا فى المهزلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة