أكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كاشفة للعديد من القضايا الخطيرة التى تهدد العالم كله، خاصة قضية مكافحة الإرهاب ومطالبته للمجتمع الدولى باتخاذ موقف واضح وقوى وحاسم ضد الدولة التى ترعى الإرهاب وتموله، لافتين إلى أن مصر تحارب وتواجه الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم كله، وأن أى دولة تظن أنها بعيدة عن مخاطر الإرهاب فهى مخطئة، لأنه وباء يهدد العالم كله بلا استثناء.
وقال النائب اللواء يحيى كدوانى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن مصر حاليا بمفردها تتولى الحرب على الإرهاب نيابة عن العالم، والمجتمع الدولى يقف موقف المتفرج على انتشار الإرهاب، وبعض الدول تجعل من أراضيها ملاذات آمنة للتنظيمات الإرهابية، ومنصات إعلامية تنطلق من عواصم هذه الدول تعمل ليلا ونهارا فى التحريض على الإرهاب ونشر الفتن ودعم قوى الشر والعمل والعبث فى أمن بعض الدول خاصة فى منطقة الشرق الأوسط.
وتابع كدوانى: "للأسف الشديد المنظمات والمؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرها، كلها أصبحت هيكلية وصورية ولا تؤدى مهامها، وبالتالى مزاج بعض الدول يفرض نفسه على هذه المؤسسات الدولية، وبالتالى يتم غض البصر عن القرارات الملزمة للدول المشاركة فى مجلس الأمن والأمم المتحدة بمكافحة الإرهاب، والمفروض يكون هناك وقفة جادة لمواجهة ومكافحة الإرهاب وفق قوانين دولية وأحكام منصوص عليها فى عمل مجلس الأمن والأمم المتحدة، ففى الحقيقة لا نجد فاعلية منهما".
واستطرد كدوانى: "نطلب وقفة جادة من المجتمع الدولى وعقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب يكون هدفه وقف هذا الوباء المدمر المخرب ومنع تمويله وفرض عقوبات على الدول التى تمول الإرهاب أو توفر له ملاذات آمنة، فالموقف واضح لهذه المنظمات والدول الراعية للإرهاب والتى تخدم أجندات دولية وتمول وترعى أحداث التخريب والتدمير والإرهاب والفتن والفوضى فى الشرق الأوسط، والكل فى المجتمع الدولى يعلم ذلك ولكن لا حياة لمن تنادى".
بدوره، قال اللواء أسامة راضى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن مصر هى أول دولة على مستوى العالم تصدت للإرهاب وأول دولة فى العالم تضع استراتيجية لمواجهة ومكافحة الإرهاب، والذى بدأ بفكر متطرف وأصبح اليوم يعتمد على العناصر المرتزقة فى الصفوف الأمامية، لمحاولة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط كلها، وترعى بعض الدول الإرهاب وتموله وتوفر ملاذا آمنا للإرهابيين وتنقلاتهم لبعض الدول مثل ليبيا وسوريا، ولا بد أن يكون هناك موقف جاد من المجتمع الدولى وعدم الاكتفاء بموقف المتفرج.
وأضاف "راضى" أنه يتمنى أن يستجيب العالم لكلام الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويتم التكاتف بين دول العالم أجمع لمكافحة الإرهاب، قائلا: "أتمنى أن تجد كلمة الرئيس آذان تصغى لهذا الكلام، فالعالم كله مهدد بالتعرض لمخاطر الإرهاب وأن يكتوى بناره، وأتمنى أن يصل الخطاب لأذهان العالم كله وتكون هناك خطوة إيجابية فى هذا الملف والتعامل معه بشكل دولى لاجتثاث الإرهاب من جذوره".
من جانبه، قال المهندس أحمد السجينى، الأمين العام لائتلاف دعم مصر: "ليس خافيا على أحد أن مصر خاضت معركتها ضد الإرهاب بشكل منفرد، والبعض من أهل الشر وأعداء مصر تشكك فى عدم قدرة مصر على مواجهة الإرهاب، ولكن أثبتت الأيام أن الدولة المصرية بقواتها المسلحة ومؤسساتها وإرادتها ومساندة شعب مصر، كانت على قدر من الإرادة والتحدى بأنها سوف تنتصر، والعملية أصبحت فى حدود السيطرة الكاملة، ومصر الآن فى كافة النواحى تسعى لعملية البناء والنمو رغم هذه المحاولات المستمرة من الأطراف الممولة للإرهاب كانت إقليمية أو دولية أو حتى من بعض المنحرفين والضالين الذين مازالوا يسعون أن يعثوا فى الأرض فسادا".
وتابع السجينى: "آن الأوان أن يقف المجتمع الدولى ذات الوقفة الجادة التى وقفتها مصر فى مواجهة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، سواء الأشكال النمطية المعتادة أو الأشكال الحديثة التى أصبحت من خلال مرتزقة تمول من مخابرات دول لتدمير الشعوب وتخريب الدول وبث الفتنة فى المجتمعات".
جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث فى كلمته أمام الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما يتعلق بحفظ السلم والأمن الدوليين، وقال: "إنه بات من الضرورى أن نتبنى جميعا نهجا يضمن تنفيذ ما يصدر من قرارات فى الأطر متعددة الأطراف مع إيلاء الأولوية لتطبيق القواعد والمبادئ المستقرة والثابتة.. فى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى، وهو ما يستلزم توافر الإرادة السياسية اللازمة لدى الدول لاحترام وتنفيذ القرارات وتفعيل مهام الأمـم المتحـدة على صـعيدين رئيسيين، أحدهما: المتابعة الحثيثة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.. واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمساعدة الدول لتنفيذ التزاماتها وبناء قدراتها.. مع مراعاة مبدأ الملكية الوطنية، والآخر: العمل على محاسبة الدول.. التى تتعمد خرق القانون الدولى والقرارات الأممية وبصفة خاصة.. قرارات مجلس الأمن".
وتابع الرئيس: "فى هذا السياق، لم يعد من المقبول أن تظل قرارات مجلس الأمن الملزمة فى مجال مكافحة الإرهاب والتى توفر الإطار القانونى اللازم للتصدى لهذا الوباء الفتاك دون تنفيذ فعال والتزام كامل من جانب بعض الدول التى تظن أنها لن تقع تحت طائلة المحاسبة.. لأسباب سياسية"، مضيفا: "من المؤسف أن يستمر المجتمع الدولى فى غض الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين سواء بالمال والسلاح أو بتوفير الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسياسية بل وتسهيل انتقال المقاتلين الإرهابيين إلى مناطق الصراعات خاصة إلى ليبيا.. وسوريا من قبلها. ويمتد حرص مصر على إرساء السلم والأمن الدوليين ليشمل تجنيب الشعوب ويلات النزاعات المسلحة من خلال إطلاق عمليات سياسية شاملة تستند إلى المرجعيات التى تضمنتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة