تمتلك جماعة الإخوان سجلا حافلا بالإنجازات الدموية تمثلت فى وقائع قتل وحرق وتدمير، ولن ينسى أحد حرق المجمع العلمى خلال أحداث مجلس الوزراء فى غضون 17 ديسمبر عام 2011، والتى فقدت فيها مصر والإنسانية جمعاء الآلاف من المخطوطات النادرة والفريدة من الصعب استعادتها من جديد، حيث احترقت معظم محتويات المجمع، فلم يتبق منها سوى 25 ألف من الكتب والوثائق من أصل 200 ألف نسخة نادرة كانت تمثل ذاكرة مصر منذ عام 1798.
عقب قيام ثورة 25 يناير شهدت الدولة موجة من الاضطرابات والاحتجاجات، حيث وقعت أحداث شارع مجلس الوزراء التى جرت فى 17 ديسمبر احتجاجًا على تعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيسًا للوزراء، واحدة من تلك المواجهات الضارية التى جرت بين المتظاهرين وقوات الأمن، فى تلك الأثناء - تعرض المجمع العلمى لحريق طال أجزاء كبيرة منه، حيث انهار السقف العلوى للمبنى من الداخل، واحترقت معظم محتويات المجمع، فلم يتبق منها سوى 25 ألفا من الكتب والوثائق من أصل 200 ألف وثيقة مخطوطة نادرة كانت تمثل ذاكرة مصر منذ إنشاء المجمع عام 1798.
ويعد حرق كتاب وصف مصر ومن أبرز الأعمال التخريبية التى طالت المجمع العلمى، خاصة وأنه يضم جملة الأبحاث والملاحظات التي جرت في مصر إبان الحملة الفرنسية.
واحترقت أيضا مجموعة من النوادر الأوروبية والمخطوطات التي يصعب تعويضها، ومجموعة من كتب الأطلس الجغرافية، والخرائط التى استندت مصر عليها في التحكيم الدولى بشأن القضايا الخلافية مثل طابا وحلايب وشلاتين.
المجمع العلمى أنشىء في القاهرة 20 أغسطس 1798 بقرار من نابليون بونابارت، حيث أقيم المجمع علي أكتاف علماء الحملة الفرنسية علي غرار المجمع العلمي الفرنسي L'institut de France الذي يعتبر أكبر هيئة علمية في فرنسا ويضم الأكاديميات الفرنسية الأربع، وأقيم المجمع العلمى عند تأسيسه على مجموعة من بيوت المماليك في الناصرية بالسيدة زينب فيما كان يعرف بتل العقارب، واتخذ من بيوت بعض المماليك مقرا له، كان أشهر هذه البيوت بيت إبراهيم كتخدا السناري، المعروف ببيت السناري، وبيت ذي الفقار بك، وكان أهمها بيت السناري، الذي كان مقرا للرسامين.