نقرأ معا اليوم كتاب "مشكلة الشر" تأليف دانيال سبيك، ترجمة سارة السباعى، صدر عن المركز القومى للترجمة، ويرى المؤلف فيه، أن أشياء سيئة تحدث فى العالم وليس من الواضح كيف ينسجم هذا مع وجود كائن كلى القدرة وكلى المحبة للبشر، ولذا فليس من الغريب أن فلاسفة قد صاغوا حججا معبرة عما يسمى مشكلة الشر.
يقول الكتاب:
من الصعب أن نعلم مسبقا أى نوع من المعاناة سيكون على الإنسان أن يكابد أو يختبر، قبل أن تسيطر عله مشكلة الشر، على أن الأشياء السيئة التى تحدث للأطفال تشكل بالفعل طريقة مضمونة لجذب انتباه معظم الناس، ومن الواضح أن لهذه المشكلة تاريخا طويلا، فقد صادف المفكرون الآملون فى أن يمنطقوا الاعتقاد الإيمانى هذه المشكلة بشكل أو بآخر، كما أبيقور يثير هذه المسألة سلفا فى القرن الرابع قبل الميلاد، وسخر لها القديس أوغسطين الكثير من طاقته الفلسفية قبل نحو ألف وخمسمائة عام.
وفى القرون التى تلت أوغسطين بذل تقريبا كل مفكر بارز بعض الجهد لصياغة "مشكلة الشر" ويبدو إذا أن لمشكلة الشر حقا منطقيا فى أن تكون واحدة من أكثر المشكلات خلودا فى الفلسفة.
ويهدف الكتاب إلى إقحام القارئ فى الجدل المعاصر الحى حول المشكلة، ومشكلة الشر نتجت عن وجود توتر واضح بين التزامين، التزام إيمانى من جهة، والتزام منطقى بعض الشيء لوجود شر فى العالم لا يمكن تجاهله، من الجهة الأخرى، ويجب علينا أن نكون أكثر تحديدا بشأن هذا التوتر.
فمشكلة الشر هى بالأحرى مشكلة بالنسبة للإيمان، بل هى مشكلة لأى رؤية تقوم على وجود خالق كلى القدرة وكلى الخيرية وحافظ للكون، هناك صيغ عديدة للإيمان، الإيمان المسيحى، والإيمان الإسلامي، والإيمان اليهودي.. إلخ.