لا نحتاج للحديث عن نظريات ودراسات وأبحاث عن فكرة هدم الدول من الداخل، ولانريد اثقال عقول البعض في التحليل والاستنتاج والتوقع للمعلومات، ولانرغب كليا في ضرب أخماس في أسداس لمحاولة توعية البعض بالمخاطر والأسباب والنتائج التي وصل إليها البعض، لكننا سنطلب طلبا بسيطا للغاية، لكل قارئى ذلك المقال وكل من يتابع شئون الدولة، أو يتابع السوشيال ميديا، أو حتى قنوات الإخوان والجزيرة، نرجوك أطلب من أحد ابناءك في المنزل، أن يفتح لك خريطة البلاد التالية " سوريا وليبيا واليمن والصومال" ثم خرائط " العراق والسودان"، وتكتب في خانة البحث على الانترنت، مناطق نفوذ النظام، ومناطق نفوذ المعارضة، ومناطق نفوذ داعش، ومناطق نفوذ تنظيم القاعدة، فقط اكتب تلك الكلمات، ستبدأ خرائط تلك الدول تتلون أمامك، نعم سيبدأ محرك البحث في إعطاء ألوان لكل منطقة داخل الدولة الواحدة، ومفتاح للرموز بالأسفل، يقول لك كل لون يشير للقوى المسيطرة على تلك المنطقة، وكل لون من تلك الألوان يضم أسلحة مختلفة سواء مدفعية ودبابات وبعض الأحيان طائرات مقاتلة، نعم هناك فصائل محلية تعارض الدولة تمتلك مطارات حربية، ثم إنك في خرائط السودان والعراق، ستجد أن الدولة الأولى قسمت لدولتين في السنوات الأخيرة، وبينما دولة العراق حتى الان، لاتتماشى بأى معيار لفكرة الدولة، بل أن هناك قوى متصارعة عقائديا وسياسيا وجغرافيا.
ثانيا أرجو منك أن تغلق تلك الخرائط جميعا، فكلها مر عليها سنوات، واذهب إلى موقع يوتيوب واكتب أسماء تلك الدول وشاهد آخر 50 فيديو عن كل دولة، فلو ظهر لك أي فيديو عن أي شي سوى الخراب، فأرجوك أرسله لكى ننشره، نعم كل تلك الدول، سواء كان الواقع حقيقى أو مغاير لذلك، فكل الصور الذهنية عنها أنها دول إرهاب ودمار وخراب، لم يحدث ذلك في حرب، ولم يكن سبب ذلك قنابل نووية، أو حروب بأى سلاح، بل كان السبب الرئيسى والوحيد، هم أبناء الدول نفسها، هم أنفسهم من تصارعوا، وهم أنفسهم من استخدموا العنف، وهم أنفسهم أصحاب الألوان على الخريطة، وهم أنفسهم شخصيات الدمار في اليوتيوب.
لن أحدثك بالفلسفة وكلام السياسة أو كلام الدولة، ولا أرغب في مقارنة بين مصر وغيرها، ولا أحد يريد منك ذلك، لكننا أطلب منك فقط كلما سمعت عن قصة ما، عن هدم المساجد أو عن الغاء مميزات أو عن شيئا ما حدث، افتح الانترنت وليس السوشيال ميديا، وأترك لنفسك 15 دقيقة فقط تقوم فيها بقراءة الأخبار سواء كانت من مواقع مصرية أو عالمية أو إخوانية، وضع تلك الاخبار أمامك، وحاول أن تجد صورة أو فيديو مقترن بالحدث، واجعل حكمك مع أسرتك أو أصدقائك عن القضية التي تبحث عنها، فمصر على سبيل المثال لاتهدم المساجد، لكنها تهدم المباني المخالفة، وهو السياق السليم في الطرح، لأن مصر أيضا تقوم ببناء المساجد والكنائس، إذا فالمشكلة ليست في مسمى المبنى، لكنها في خطأ إقامة المبنى بالأساس، سواء كان هذا المبنى اسمه مسجد أو عمارة مخالفة، أو غير ذلك، ومع الإشارة أننا في سوق دسم للشائعات يتم نفيه رسميا بشكل يومى ودورى، ولا تتردد الدولة في نفى أي معلومة غير صحيحة.