دندراوى الهوارى

مرشد الإخوان "قطة".. فكيف يطلبون من المصريين طاعته فى إهانة وقحة للإنسانية؟!

الإثنين، 28 سبتمبر 2020 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى المكالمة المسربة مؤخرا بين أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في محافظة الفيوم، مع عضو من قواعد التنظيم، أبدى العنصر تخوفه من تولى إبراهيم منير، مرشدا عاما للتنظيم الإخوانى، كونه لا يصلح قيادة لضعفه الشديد، وأن القيادات التاريخية للتنظيم فى السجون، فرد عليه القيادى نصا: "بس أنا ليا رأى فى الموضوع ده، لو أن قطة أسميت مرشدا لاتبعتها غامض العين".

هذا الرد، واضح جلى، لا يحتاج جهدا كبيرا فى التفسير، أو قدرات خارقة لفهم طبيعة هذا التنظيم الدموى، وبنائه الفكرى والإدارى، القائم على السمع والطاعة، وإلغاء العقل، واعتبار كل المنتمين عضويا للتنظيم مجرد آلات لتنفذ الأوامر فقط، فى تقاطع واضح لناموس الطبيعة، القائم على أن من أبرز الصفات الإنسانية، هو الفكر، لذلك يوصف الإنسان بأنه كائن مفكر.

والحقيقة أن هناك إهانة بالغة، فى أدبيات ودستور جماعة الإخوان الإرهابية لإنسانية أعضائها المنتمين لها، والمتعاطفين معها أيضا، فتدشين فقه السمع والطاعة، ومخاطبة الناس خارج قوانين الفكر ومبادئ العقل يهين الإنسانية، فالإنسان لن يكون إنسانا إلا بالعقل.

والله سبحانه وتعالى، فضل الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى، بالعقل، وجاء القرآن الكريم بتمجيد العقل ورفع شأنه، فبيّن أنّ أهل العقول هم دائماً المفكرون فى عظمة الله سبحانه وتعالى، وهم المقربون إليه أيضاً، وقد علّق النبيّ صلى الله عليه وسلم التكليف والمؤاخذة والعقاب ونحوه على وجود العقل واستقراره لدى الإنسان، والعقل هو ميّزة الإنسان، فهو منشأ الأفكار، وصاحب القدرة على الإدراك والتصرّف والتدبير، وهو أيضاً أداة وصل بين الدين وقضايا الواقع، وذلك لما يملكه من أدوات وقدرات على الفهم والتمييز والإدراك أودعها الله فيه تعينه على أداء دوره في الاجتهاد والتجديد إلى يوم القيامة.

باختصار شديد، فإن العقل في الإسلام هو مناط التكليف، لأنّ التكليف خطاب الله تبارك وتعالى للإنسان، وهذا لا يدركه إلّا الإنسان العاقل، كما ترجع أهمية العقل إلى أمور أخرى أيضاً.

تأسيسا على ذلك، يتبين أن قيادات الجماعة الإرهابية، يرتكبون جرما عظيما، عندما يدعون الناس لإلغاء عقولهم، وعدم التفكير أو التدبير والتعاطى مع الأوامر والتعليمات وفق فقه السمع والطاعة، وأن تطيع المرشد حتى ولو كان "قطة".. والمصيبة أن الجماعة تريد نشر أديباتها ودستورها المقيت هذا على جموع المصريين، في إهانة بالغة ووقحة لأدمية كل مواطن مصرى..!!

المصريون، منذ بدء الخليقة، تفوقوا على كل البشر بإعمال العقل، ودشنوا حضارة عظيمة قائمة على العقل والاجتهاد والتفكير والتدبير، ووصلوا إلى درجات متقدمة ومبهرة فى العلوم المختلفة، ونشروا هذا التنوير فى العالم بأثره، فهل يأتي في عصرنا هذا، وبكل حداثته وتقدمه وتطوره وازدهاره، وتطلب جماعة الإخوان من المصريين أن يطيعوا "قطة"..؟!.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة