ألقاب كثيرة حصل عليها المغفور له باذن الله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذى وافته المنية في الولايات المتحدة الأميريكية عن عمر يناهز 92 عاما ...فهو " شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم"..و" عميد الدبلوماسية الكويتية والعربية" و" أمير وقائد الإنسانية" .
وهى ألقاب لم تأت من فراغ في مسيرة سياسية ودبلوماسية حافلة بالإنجازات الإصلاحية والإنسانية والداعية دائما الى السلام والمحبة بين الدول والشعوب العربية والإسلامية.
في آخر زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسى للكويت فى نهاية أغسطس 2019 وبعد مباحثات مثمرة وصفه الرئيس السيسى بأنه" القائد الحكيم ذو البصيرة"..فقد كان الأمير الراحل محبا للسلام ويميل دائما الى التصالح والتقارب ودعم العلاقات الأخوية بين الشعوب العربية والإسلامية..
تولى وزارة الخارجية طوال 40 عاما وكانت له بصمات واضحة لم تقتصر عند حدود مجلس التعاون الخليجي، وانما العالم العربي والدولى.. ولا ينسى له أحد دوره في ابرام اتفاقية السلام بين شطرى اليمن الشمالى والجنوبى عام 72 والوساطة بين سلطنة عمان واليمن لتخفيف التوتر بين البلدين الشقيقين عام 80 ثم قاد جهوداً لرأب الصدع خلال الحرب العراقية الإيرانية في منتصف الثمانينات ثم دوره البارز لصالح ودعم القضية الكويتية اثناء الاحتلال العراقى للكويت، وكانت له اياديه البيضاء في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الخليجية.
ولاينسى أحد دعمه للبحث العلمى وللمشروعات العربية الصغيرة والمتوسطة بحوالي 2 مليار دولار خلال القمة الاقتصادية العربية عام 2009.
ولا يمكن لنا أن ننسى موقفه من ثورة 30 يونيو 2013 ودعمه لمصر مع الشقيقة السعودية والشقيقة الامارات.. وشهدت العلاقات المصرية الكويتية زخما وقوة وتوطدت العلاقات بينهما مع تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم في مصر وتصريحاته المطمئنة دائما بأن أمن الخليج هو جزء من أمن مصر القومى واعتزازه بدور الكويت ودعمها لثورة يونيو
لا تحتاج العلاقة بين مصر والكويت الى استعراض للتاريخ والى مواقف البلدين تجاه بعضهما.. فالتاريخ معروف منذ بدايات القرن العشرين والمواقف واضحة منذ ثورة يوليو 52 وحتى ثورة يونيو 2013 مرورا بحرب الاستنزاف وأكتوبر.
بالتالي فهذه العلاقة لا مجال أمام أحد للتآمر عليها أو افتعال مشاكل بينهما فهي علاقة ذات جذور تاريخية تقف على أرض صلبة تنطلق منها لآفاق مستقبل أفضل في علاقات البلدين.
وتعتبر العلاقات الاقتصادية والتجارية، أحد أهم روافد التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، خاصة في ظل النمو المضطرد الذي شهدته خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تجاوزت الاستثمارات الكويتية في مصر حاجز الـ 15 مليار دولار، إضافة إلى عمل ما يقارب ألف و227 شركة كويتية في مجال التجارة والاستثمار في مصر، وهو ما ساهم في زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين، بمعدل 64 رحلة جوية أسبوعيا، ونحو 170 ألف زائر كويتي سنويا، في حين ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ، ليصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار أمريكي خلال السنوات الأربع الماضية.
كل ما نتمناه أن يحفظ الله الكويت واستقراراها السياسي والاقتصادي وتبقى دوما عونا وسندا وداعما لقضايا أمتها العربية والإسلامية. وكلنا ثقة في سمو أمير البلاد الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في أن تستمر الكويت في نهجها في نشر السلام والمحبة بين الشعوب العربية والإسلامية وأن تحافظ على امنها واستقراراها ورفاهية شعبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة