تناول كتاب صحف الخليج، اليوم الأربعاء، العديد من القضايا والأحداث الملحة، وعلى رأسها وفاة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذى يعد أحد أبرز القيادات في المنطقة العربية، نظرا لمواقفه الحكيمة والدبلوماسية، تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية.
عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم: رحيل عميد دبلوماسية الإنسانية والحكمة
اعتبر الكاتب عبد الرحمن شلقم، في مقاله بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أن الكويت ليست الخاسر الوحيد جراء رحيل الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، عبر قدرته الفائقة على الحفاظ على سلمها الاجتماعي وقادها في مرحلة إقليمية ودولية ملتهبة، بل فقد الخليج العربي كله والبلاد العربية عقلاً أتقن بناء جسور التواصل والتفاهم وتجاوز الخلاف.
وأضاف الكاتب، أن الرجل عاش سنوات النوازل الكبرى في بلاده والمنطقة العربية بل والعالم، موضحا أنه كان صوتاً للعقل، في كافة الأزمات، وجسراً للتواصل والسلام. دخل خضم السياسة مبكراً منذ حصول الكويت على استقلالها من بريطانيا، وكان له حضور في صياغة دستور الكويت الذي رسم خريطة العمل السياسي في الإمارة الوليدة.
واستطرد، أن الإنسانية كانت عنوان عمله كوزير وأمير. صندوق التنمية الكويتي الذي يقدم مساعدات إنسانية لعشرات الدول كان محوراً من محاور اهتماماته، حيث ساعد الفقراء والمرضى والمحتاجين وبخاصة في آسيا وأفريقيا، بينما كان سخياً مع إخوته السوريين وقدم لهم أكثر من مليار ونصف المليار دولار للتخفيف من معاناتهم، ودعا لاجتماعات على مستويات مختلفة للوقوف مع الشعب السوري.
يشهد الجميع له بدوره في مؤتمر الخرطوم بعد هزيمة يونيو، بحسب الكاتب، إذ وافق بقوة وحماس على مقترح الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز تقديم مساعدات مالية مباشرة لكل من مصر وسوريا والأردن، اشتركت فيها المملكة العربية السعودية وإمارة الكويت والمملكة الليبية آنذاك.
واختتم شلقم مقاله بقوله، إن الحكمة كانت سلاحه والتواصل مع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة لبناء درع فاعلة تحمي سيادة الكويت وأمنها. ما يرفع سقف الأمل الكويتي أن ولي العهد نواف الأحمد، هو ابن مدرسة الأمير الراحل السياسية والإنسانية.
على قباجة: لبنان نحو المجهول
أما الكاتب على قباجة، فتناول في مقاله بصحيفة "الخليج" الإماراتية، مستقبل لبنان، في ظل حالة التوتر والارتباك التي تهيمن على البلاد في المرحلة الراهنة، جراء الضربات المتتالية التي تلاحقه، بسبب الوضع الاقتصادى المتأزم، مرورا بانفجار مرفأ بيروت، في أغسطس الماضى، وحتى الفشل في تشكيل الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون.
واعتبر الكاتب، أن اعتذار أديب دفع ماكرون لاتهام الأحزاب بـ"الخيانة الجماعية" ما سبب التعثر، خاصة بعد فشل جولتيه اللتين حط فيهما في لبنان، والذي استخدم فيهما لغة قاسية تجاه السياسيين، في ظل حالة الوهن العام الذي دب في أوصالها، على الأصعدة كافة، مالياً، واجتماعياً، وسياسياً، وصحياً مع استفحال فيروس كورونا.
وأضاف قباجة، أن اعتذار رئيس الوزراء المكلف، عن أداء مهامه الشاقة كما وصفها، شكل صدمة كبيرة، فهو يندرج تحت خانة الفشل السياسي المستمر للساسة الذين جعلوا مصالح الدولة وراء ظهورهم، وتغليب بعض الأحزاب، المصالح الذاتية والطائفية على المصلحة الجمعية، بعد إصرارها على جعل وزارة المالية من حصتها، وهو أمر قوبل من باريس بغلظة بعدما واجهت إحراجاً بعدما فشلت مقاربتها.
وفى السياق نفسه، يرى الكاتب أن المشهد الراهن يؤكد قصور النظام الطائفي الذي يستند عليه الحكم في لبنان والذي قاد لاستسلام دياب، لذا فقد برزت مؤخراً أصوات كثيرة لإلغاء هذا النظام برمته، والتوجه نحو الشعب الذي يطالب بدولة مدنية وانتخابات مبكرة وفق قانون جديد خارج القيد الطائفي، والجنوح مبدئياً نحو حكومة مستقلين، ثم التحلل من الارتهان للخارج، وجعل القرار اللبناني مستقلاً بذاته، دون الاستناد على أنظمة إقليمية أو دولية.
محمد الصوافى
محمد خلفان الصوافى: الحاجة إلى استقرار المنطقة
بينما أوضح الكاتب محمد خلفان الصوافى، في مقاله بصحيفة "البيان"، أن الحاجة أصبحت ملحة لتحقيق قدر من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، في ظل ما تشهده من فوضى، ربما تأكل الأخضر واليابس حال استمرارها.
ويقول الكاتب، إن استعراض القضايا التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها الصراع العربى الإسرائيلي، والذى يعد أحد أقدم الصراعات، يؤكد حاجة العرب إلى إلى التفكير الإيجابي أو إلى المبادرات العقلانية أو ما يعرف بالتفكير "خارج الصندوق" أكثر من عقد الاجتماعات والمنتديات السياسية من أجل الخروج بتوصيات أو شعارات لم تقدم شيئاً يغير الواقع الفعلى.
وأضاف الكاتب، أن الصيغ السياسية لإيجاد حل القضية المركزية للعرب خلال محاولة استعادة الحقوق العربية إلى درجة أن بعض الناس شعروا بالملل من حالة "اللاحرب واللاسلم" ومعها الدول التي كانت داعمة للمواقف، إلا أن المشكلة العربية كانت دائماً متعلقة بتعطيل كل المحاولات بسبب تضخيم القدرات العربية في مواجهة الآخر بطريقة تتعدى الواقع الفعلى.
هذه الأزمة أدخلت العرب أنفسهم في نزاعات بينية، بحسب الكاتب، بعضها طويلة الأمد، وصلت لأن تشمل حتى القيادات الفلسطينية نفسها، حيث شابت مواقفهم اختلافات، كما أفرغت الأزمة العديد من المفاهيم السياسية من محتواها الواقعي.
واستطرد الكاتب، أن هناك حاجة ملحة لوعى ينمو بشكل يناسب التغيرات العالمية، ويخلق معه تفكيراً موضوعياً قابلاً للإقناع قبل التطبيق على أرض الواقع، خاصة في الأزمات الأكثر تعقيداً؛ لأنها تسببت ليس في تمزيق المواقف السياسية العربية، وإنما التشكيك في أي تحرك لأي دولة خارج الفهم التقليدي.
واختتم الكاتب مقاله بالقول، إن كل حالة تأخير عربية لتسوية سلمية ستصبّ في صالح إسرائيل، فهي الآن في مركز أقوى مما كانت عليه سابقاً، كما أن القناعات السابقة والمواقف السياسية الدولية كانت تميل نحو الطرف الفلسطيني، كما أن العلاقات العربية الداخلية كانت أقل توتراً. هذا الملمح أو المشهد اليوم غير موجود، بل مع مرور الوقت (القريب) سيتراجع ويتآكل.