تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت، العديد من القضايا المهمة، أبرزها أن بعد 75 عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة، يصعب إيجاد مواءمة بين الأهداف التى أنشئت من أجلها فى العمل على تقدم البشرية وازدهارها عبر المساعدة فى حل المشكلات العالمية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
تيريزا رافيل
تيريزا رافيل: هجمة "كورونا" الجديدة ومدى الصمود البريطانى
قالت الكاتبة فى مقالها بصحيفة الشرق الأوسط، عاد بوريس جونسون إلى النقطة التى كان عندها منذ ستة أشهر ماضية، فى مواجهة تحديد إلى أى مدى يفرض قيوداً على الحريات من أجل قمع تفشى وباء فيروس "كورونا"، إلا أنه فى المرة السابقة كانت الاستراتيجية بسيطة، وتهدف إجراءات الإغلاق التى أقرتها بريطانيا لحماية قدرة الخدمة الصحية الوطنية من أجل إنقاذ الأرواح، أما هذه المرة فيتسم الهدف المنشود بقدر أكبر من التعقيد، وكذلك الخيارات المطروحة أمام جونسون.
ربما تكون هناك اختلافات حول ما يشكل تحديداً موجة ثانية، خاصة أن المملكة المتحدة قطعت شوطاً طويلاً اليوم بعيداً عن معدل الإصابات اليومي البالغ 500 حالة في مارس، لكن الواضح أن السهم يتحرك نحو الاتجاه الخاطئ، ويبقى التساؤل الأبرز حالياً: كيف ستستجيب الحكومة؟
فى بريطانيا، تتضاعف أعداد الإصابات من أسبوع لآخر تقريباً، ولا يسبقها عالمياً من حيث عدد الإصابات سوى الولايات المتحدة والبرازيل والهند والمكسيك.
من ناحيته قال جونسون إن حدوث موجة ثانية أمر حتمى، ربما كان هذا صحيحاً، ومع ذلك يبقى هذا الوضع نتاج أخطاء واضحة، أسوأها الإخفاق فى ضمان قدرة منظومة اختبارات فيروس "كوفيد –- 19" على مستوى البلاد على تلبية الارتفاع المحتوم فى الطلب الذى سيصاحب استئناف الأفراد نشاطاتهم المعتادة.
ولا تقف بريطانيا بمفردها فى هذا الموقف، ذلك أن فرنسا وإسبانيا وهولندا ودول أخرى فى أوروبا تواجه موجات ثانية هى الأخرى، مع إعلان منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الماضى، أن معدل الإصابات فى أوروبا حالياً أعلى عن مستوى الذروة فى مارس، وتبدو الأسباب القائمة وراء هذا الوضع متشابهة: رفع القيود وعودة الناس من الإجازات وإعادة فتح المدارس، بجانب المشكلات المتعلقة بالاختبارات، وفى بعض المناطق عدم الالتزام الكامل بالتباعد الاجتماعى، خاصة من جانب الفئات الأصغر سناً من السكان.
من الناحية الظاهرية ينبغى أن تكون الأمور أكثر سهولة هذه المرة، فقد ازدادت خبرتنا فيما يخص كيفية إدارة جهود الحيلولة دون حدوث انتقال للعدوى بين الأفراد، والتعامل مع المرضى المحتجزين بالمستشفيات وحماية الفئات الأشد عرضة للخطر.
يونس السيد: الأمم المتحدة بعد 75 عاماً
قال الكاتب فى مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، بعد 75 عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة، يصعب إيجاد مواءمة بين الأهداف التي أنشئت من أجلها في العمل على تقدم البشرية وازدهارها عبر المساعدة في حل المشكلات العالمية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وبين ما آلت اليه الأوضاع العالمية في الوقت الراهن من حروب ودمار وكوارث بيئية واجتماعية وانهيارات اقتصادية وغيرها ظلت المنظمة الدولية غائبة أو مغيبة أو عاجزة عن ايجاد حلول لها لصالح البشرية.
منذ أن تأسست الأمم المتحدة، عقب الحرب العالمية الثانية، كعنوان للنظام الدولي ونتاج لموازين القوى بين الدول المنتصرة آنذاك، فإنها سرعان ما تحولت إلى أداة للاستقطاب والاستقطاب المضاد جراء التناقضات فيما بينها، سعياً وراء فرض الهيمنة والنفوذ، خصوصاً بين الولايات المتحدة الطامحة للتفرد بقيادة الساحة الدولية، وتحويل المنظمة الدولية برمتها إلى إحدى أذرع تنفيذ سياساتها الخارجية، والاتحاد السوفييتي الساعي لإثبات الذات ومواجهة الهيمنة الأمريكية. وكان أول اختبار جدي للأمم المتحدة هو اندلاع الحرب الكورية بين عامي 1950 - 1853، حيث عجزت المنظمة الدولية عن التدخل في وقف الحروب أو إنهائها، بينما ظهرت أولى بوادر الانقسام الدولي الذي تطور لاحقاً إلى معسكرين كبيرين وحرب باردة بينهما بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. ثم جاءت الحرب الفيتنامية عام 1964 ليتعمق هذا الانقسام ويصيب الأمم المتحدة بالشلل في ظل الاستخدام المتكرر لحق "الفيتو" وتشكيل التحالفات خارج إطار المنظمة الدولية.
لكن على الرغم من انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 واندلاع حروب في وسط وشرق أوروبا وظهور الولايات المتحدة كقطب دولي وحيد، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً، مع عودة روسيا إلى الصعود مجدداً كوريث للاتحاد السوفييتي، وظهور الصين كقوة اقتصادية وعسكرية صاعدة، وكذلك اليابان، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ليتجه النظام العالمي الجديد إلى التعددية القطبية، ويضفي مزيداً من التنافسية على القيادة العالمية، على حساب منظمة الأمم المتحدة وأذرعها وهيئاتها المختلفة.
ذكر الرحمن
ذِكْرُ الرحمن: الهند و"منتدى شنجهاى للتعاون"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، انضمت الهند إلى "منتدى شنجهاى للتعاون" كمراقب فى عام 2005 وأصبحت عضواً كاملاً فى عام 2017. وقد أثبتت هذه المجموعة الإقليمية المكونة من ثماني دول أنها منتدى جيد للهند للتعامل مع بعض مشاكلها مع الدول الأعضاء الأخرى. فقد تمكنت المجموعة من التعامل مع مشاكلها الأخيرة مع الصين على طول الحدود في ولاية "لداخ" الهندية، التي كانت في السابق جزءاً من ولاية كشمير ولكنها الآن منطقة فيدرالية تحكمها نيودلهي مباشرة.
يمثل "منتدى شنجهاى للتعاون" نحو 40% من سكان العالم وتتولى روسيا رئاسة الدورة الحالية لعام 2019-20. وقد عقدت المنظمة اجتماعاً لوزراء الدفاع والخارجية في موسكو في أوائل الشهر الجاري، شجعت خلاله روسيا، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من الهند والصين، الجانبين على حل أسوأ المشاكل الحدودية التي شهدها البلدان منذ أكثر من عقدين. جدير بالذكر أن التوترات تصاعدت بين الهند والصين على طول خط السيطرة الفعلية، الحدود الفعلية بين البلدين، في أعقاب حدوث مناوشات في شهري يونيو وأغسطس من هذا العام أدت إلى حشد القوات على الجانبين.
تعد الصين هي أكبر شريك تجاري للهند، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 92 مليار دولار في عام 2019. ولتهدئة أسوأ المشاكل التي واجهها البلدان منذ خوضهما الحرب في عام 1962، ظهرت "منظمة شنجهاى للتعاون" كمنتدى للدولتين لإجراء محادثات تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأخيرة.