تثير الحرائق التى اندلعت فى منطقة الأمازون البرازيلية القلق، فى حين أن السلطات لا تحمى الأراضى أو حقوق الإنسان فى الغابة الاستوائية المهددة،وفى بداية شهر سبتمبر تم بالفعل اكتشاف حوالى 63 الف حريق هذا العام، وفقا للمعهد الوطنى البرازيلى لأبحاث الفضاء INPE.
وقالت قناة "أر تى فى" الإسبانية إن حرائق الأمازون سجلت أعلى ثانى رقم لها فى 10 سنوات فى شهر اغسطس ، وهذا يزيد بنسبة 12.4% عن المتوسط التاريخى المسجل للشهر، ومن يناير إلى 31 أغسطس تم تسجيل 13091 مصدرا للحريق فى أنحاء البرازيل، بزيادة 0.7% عن عام 2019.
وسجلت منطقة الأمازون البرازيلية نحو 30 الف حريق فى أغسطس، ولم يتجاوز فقط 5% فى نفس الفترة من عام 2019، عندما انتشر اللهب فى أكبر غابة استوائية، ونمت الحرائق بنسبة 220% خلال نفس الفترة، وسجلت منطقىة الأمازون البرازيلية 29307 حريقا فى أغسطس من هذا العام، ويرى الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة إلى 42 درجة أهم الاسباب.
ومع انتشار الحرائق بسرعة مرة آخرى فى موسم الحرائق، قام الجيش البرازيلى يفتقر إلى المعرفة والخبرة اللازمتين لوقف أولئك الذين اشعلوا النار فى الغابة ومصادرة الأراضي المحمية بشكل غير قانونى.
كما سلطت منظمة العفو الدولية الضوء على زيادة إزالة الغابات بنسبة 34.5٪ بين أغسطس 2019 ويوليو 2020 مقارنة بالفترة نفسها بين 2018 و 2019 ، وأن مساحة إجمالية قدرها 9.205 كيلومترات مربعة قد دمرت. قد يكون التدمير الأخير في الواقع أكبر بكثير بمجرد تصحيح البيانات ، مع الأخذ في الاعتبار خطأ القمر الصناعي الذي أثر على التقاط بعض الحرائق منذ 16 أغسطس، حسبما قالت صحيفة "كلارين" الارجنتينية.
وقال "مع انتشار الحرائق بسرعة مرة أخرى في موسم الحرائق هذا ، من الواضح أن الجيش البرازيلي يفتقر إلى المعرفة والخبرة اللازمتين لوقف أولئك الذين أشعلوا النار في الغابة ومصادرة الأراضي المحمية بشكل غير قانوني". صرح ريتشارد بيرسهاوس ، مدير البيئة والأزمات في منظمة العفو الدولية.
ووفقًا لبيانات حكومية ، فقدت أراضي الأمازون الأصلية 497 كيلومترًا مربعًا من الغابات الاستوائية بين أغسطس 2018 ويوليو 2019 ، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 91٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وكان هناك 6803 حريقًا في يوليو العام الماضي وفقًا لـ INPE ، مما يجعلها أسوأ يوليو منذ عام 2017، وبالمقارنة مع الأشهر الستة الأولى من العام الماضي ، فإن إجمالي معدلات الحرائق في موطن الأمازون في البرازيل والمعروفة باسم biome ، والتي ينتشر عبر 9 ولايات ، انخفض فعليًا بنسبة 7.6٪ في عام 2020، ولكن البيانات الخاصة بأكبر ولايتين - أمازوناس وبارا - أظهرت أكثر من 2000 حريق في هذه الفترة ، بزيادة قدرها 35٪ عن العام الماضي.
وخلصت دراسة حديثة، إلى أن الحرائق في غابات الأمازون البرازيلية تسمم الهواء، وتسبب بازدياد كبير في الأمراض التنفسية، لاسيما لدى الأطفال الرضع في منطقة تعاني بشدة جراء وباء كورونا، وأتت الحرائق، العام الماضي، على أكبر غابة استوائية في العالم ما تسبب بدخول 2195 شخصاً إلى المستشفيات لإصابتهم بمشكلات تنفسية، وفق هذه الدراسة التي أجرتها منظمات غير حكومية، وكان ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص 467 من الأطفال الرضّع الذين لم يكملوا عامهم الأول، فيما كان نصفهم فوق سن الستين.
وقال معهد الأمازون للبحث البيئي، ومعهد الدراسات بشأن السياسات الصحية في بيان مشترك، إنّ الحرائق الناجمة عن عمليات القطع الخارجة عن السيطرة تسمم الهواء الذي يتنشقه ملايين الأشخاص ما يلحق أضراراً صحية في سائر أنحاء الأمازون البرازيلية. ونظراً إلى البيانات الأخيرة التي تظهر أرقاماً مقلقة عن قطع الأشجار والحرائق في الأمازون، أبدى معدو الدراسة خشيتهم من تفاقم الوضع في 2020، لاسيما مع تفشي وباء، ودفعت الولايات البرازيلية الشمالية، لاسيما الأمازون التي تغطيها الغابة الاستوائية جل مساحتها، فاتورة باهظة بسبب هذا الوضع خصوصاً في أبريل ومايو الماضيين.
أجرى الاتحاد البرازيلى للبنوك (FEBRABAN) استطلاع للرأى أكد أن 83% من البرازيليين يشعرون بالقلق بشأن الوضع الحالى فى منطقة الأمازون، حيث تتزايد الحرائق وإزالة الغابات فى منطقة الأمازون الاسابيع الماضية.
ونُشر التقرير، الذي تم إعداده من خلال 1200 مقابلة، أمس الخميس، ويتضمن أيضًا أن 24% من الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بـ"الحزن" عندما لاحظوا ما يحدث في منطقة الأمازون البرازيلية، يليه "السخط"، بنسبة 17%.
وأظهرت بيانات الدراسة، التي أصدرتها Agencia Brasil، أن 44% من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم يعتبرون أن إزالة الغابات والحرائق هي أكبر خطر يواجه ما يسمى برئة العالم، ويعتقد 77% أن قطع الشجار العشوائى قد زاد فى السنوات الأخيرة، مما يعنى أنه بالنسبة لـ34% يمثل خسارة كبيرة للتنوع البيولوجى فى المنطقة، وتؤدى إزالة الغابات الى تغير المناخ والاحتباس الحرارى، وفقا لصحيفة "اولتيما اورا" الإسبانية.
وبهذا المعنى، أكد 83% أنهم غير راضين على الإطلاق عن جهود الحكومة البرازيلية وبقية السلطات للحفاظ على غابات الأمازون المطيرة، وبنفس النسبة يعتقدون أن العقوبات يجب أن تكون أشد بالنسبة لمن يرتكبون جرائم إزالة الغابات غير المشروعة.
وبالمثل، فإن أكثر من نصف من تمت مقابلتهم يرون أن الوضع قد ازداد سوءًا في السنوات الخمس الماضية، خاصة فى الفترة التى تولى فيها الرئيس جايير بولسونارو السلطة.
حصل عمل قادة السكان الأصليين فيما يتعلق بالدفاع عن المنطقة وأعمال الحفظ التي يقومون بها في مجتمعاتهم على موافقة بنسبة 73% في المسح؛ بينما عارض 67% إزالة المزيد من الاحتياطيات لهؤلاء السكان الأصليين، و86% ضد مصادرة أراضيهم لتسليمها لشركات التعدين.