العالم ممتلئ بالعديد من الآثار الهامة التى تعبر عن حضارة بعينها، منها ما هو معلوم وتاريخها معروف، ومنها ما زال تحت الدراسة والأبحاث، ومن تلك الحضارات حضارة جزيرة الفصح رابا نوى، فبالرغم من التقدم البحثى لمجموعة من الباحثين إلا أن هناك أشياء لا تزال غامضة، ومؤخرًا ظهرت دراسة تكشف عن حضارة "جزيرة الفصح" انقرضت سبب انقراض حضارة السكان الأصليين، والتغيرات المناخية التى استمرت سنوات طويلة، ما أثر فى إمكانية إنتاج المواد الغذائية.
تماثيل المواي في جزيرة القيامة
وتوضح الدراسة أن سبب ذلك نتيجة انخفاض هطول الأمطار تدريجيا، وقد حاول السكان التكيف مع التغيرات المناخية، لذلك تحولوا تدريجيا من مجتمع معقد أقام هذه التماثيل الضخمة، إلى مجتمع زراعى بسيط.
لكن قبل هذا الدراسة ظهرت عدة دراسات حول ذات الحضارة وعن التماثيل المتعلقة بها، فمن بين تلك الدراسات كان يعتقد بأن حضارة الرابا نوى انقرضت بسبب الحروب والكوارث البيئية.
ولكن هناك دراسة أجريت على تماثيل حضارة الفصح، تؤكد إن تماثيل جزيرة الفصح الشهيرة "مرتبطة ارتباطا وثيقا" بينابيع المياه العذبة الصالحة للشرب، ونُصبت للإشارة إلى أفضل مصادر المياه فى الجزيرة الجرداء، وأن هذا الاكتشاف يفسر الغرض من بناء التماثيل الغامضة، وهو اللغز الذى حير العالم لعدة قرون، وتوصل العلماء إلى أن الحضارة القديمة كانت مجتمعا مسالما، على عكس الاعتقاد السابق، وهو أنها انقرضت بسبب الحروب.
وتأتى دراسة أخرى تنفى ما ذكر فى الدراسة التى ذكرناها آنفا ليؤكدون على أن حضارة الجزيرة كانت منظمة اجتماعية- سياسية بطريقة معقدة، وانقرضت فقط بعد استعمار الجزيرة فى القرن الثامن عشر.
جزيرة الفصح
يذكر أن جزيرة الفصح تشتهر بتماثيل مواى المقامة فى جميع أنحاء الجزيرة، التى أدرجتها منظمة اليونسكو فى قائمة التراث العالمى.
جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة هى جزيرة بركانية مثلثة الشكل تقريباً تقع في المحيط الهادى الجنوبى، وهي جزء من تشيلى، وتبعد حوالي 3600 كيلومتر (2237 ميل) عن غرب تشيلي القارية، وحوالي 2075 كيلومتر (1290 ميل) شرق جزر بيتكيرن، وتعتبر إحدى أكثر الجزر المعزولة المسكونة فى العالم، وتبلغ مساحتها 163.6 كيلومتر مربع (63 ميل مربع).