يعتبر ويليام بيرنز، الدبلوماسى الأمريكى المخضرم الذى أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن ترشيحه لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية CIA، من المطلعين بقوة على الشأن المصرى داخل الدوائر السياسية الأمريكية. ومعرفته بأوضاع مصر، والمنبثقة من عمله فى مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية وليس الاستخبارات، لا تقتصر على السنوات الأخيرة أو تلك الفترة التى كان فيها مبعوثا من إدارة أوباما فى مرحلة ثورة يناير 2011 وما بعدها، ولكنها تعود إلى الثمانينيات من القرن الماضى، حيث ألفا كتابا فى بداية حياته المهنية بعنوان "المساعدات الاقتصادية والسياسة الأمريكية تجاه مصر 1955 – 1981". ويتناول هذا الكتاب الصادر عام 1985 دور المساعدات فى سياسة واشنطن إزاء القاهرة فى فترة حكم الرئيسان جمال عبد الناصر وأنور السادات.
كتاب وليام بيرنز
الكتاب يتحدث عن الكيفية التى استخدمت بها الولايات المتحدة حاجة مصر لدعم اقتصادها فى مرحلة ما بعد ثورة عام 1952 وتولى جمال عبد الناصر الحكم، لمحاولة إيجاد نفوذ لها داخل مصر، وكيف اختلف الوضع تمام بين فترتى ناصر والسادات.
ويقول موقع أمازون فى عرضه المبسط لكتاب بيرنز إن ما كتبه الدبلوماسى الأمريكى يظهر محاولة الحكومة الأمريكية استخدام برامج المساعدات الاقتصادية لدفع مصر لدعم المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط على مدار ربع قرن فى فترة ما بعد اتفاق الأسلحة المصرى التشيكى عام 1955. وحلل بينز فى كتابه وقائع حكومية أمريكية وأجرى مقابلات مع صناع قرار سابقين ليثبت كيف أن المساعدات كانت أداة للسياسة الأمريكية فى عهد ناصر، وقدم ملاحظات قوية حول دور برامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية فى عهد السادات.
ويليام بيرنز
وتناول بيرنز فى الكتاب أصل وتطور المساعدة الاقتصادية لمصر من قبل الولايات المتحدة، ودور أزمة السد العالى عندما رفضت الولايات المتحدة فى أزمة تمويل السد العالى فى تدهور العلاقات بين البلدين، وتركيز الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تقديم المساعدات الغذائية فى فترة الستينات.
وقال بينز فى كتابه إنه قرار جمال عبد الناصر عام 1955 بمقايضة القطن المصرى بأسلحة من الكتلة السوفيتية إلى مصر قد دفع بالقاهرة إلى مركز الصدارة فى الحرب الباردة فى الشرق الأوسط. وكانت أكثر ما تحتاجه مصر فى هذه الفترة، والذى كانت الولايات المتحدة قادرة على تقديمه، هو المساعدة الاقتصادية. وبالنسبة للحكومة المصرية التى كان تسعى خلال تلك المرحلة إلى اتخاذ خطوات سريعة نحو التنمية الاقتصادية لكن تعرقلها الزيادة السكانية وندرة الأراضى الصالحة للزراعة وقلة الاحتياطى المتوافر من النقد الأجنبى، كانت المساعدات الاقتصادية الأمريكية لتكون يمثابة سند مهم. وبالنسبة لصناع القرار فى واشنطن، كانت هذه المساعدات وسيلة مثالية لتنمية النفوذ الأمريكى فى مصر، بحسب الكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة