قصة الشاب «قمصان» فى إحدى قرى دسوق بكفر الشيخ، تصلح نموذجا كاملا لكيفية خداع الناس وكسب تعاطفهم بالكذب.
شاب أقل من 20 سنة، اشتهر بأنه «محارب للسرطان»، كتب على صفحته إن المرض تمكن منه، وأوصى بدفنه فى النهار والدعاء لوالدته، قبلها ظهر باعتباره مصابا بسرطان الدم، وطلب من الناس الدعاء له ومساندته، وتحول مع الوقت إلى «تريند»، كسب عشرات الآلاف من المتابعين، واهتمت به القنوات والمواقع، وظل يظهر فى فيديوهات «لايف» يحكى عن نفسه ويشرح حالته ويحصل على تعاطف معنوى ومادى.
تحت شعار « قمصان يهزم السرطان» بدأ يظهر فى بث مباشر، وبوستات مؤثرة، تحول معها الى أحد محاربى المرض الخبيث، ولم يتصور أحد أن شابا فى سنه، يظهر بشعر محلوق ووجه أصفر، يكون كذابا.
وبالرغم من أن كثيرين يبذلون جهودهم لتوثيق صفحاتهم، إلا أن الشاب «قمصان» حصل على توثيق لصفحته، وأصبح نجما لأن «التريند ما بيكذبش».
وحتى مكافحو السرطان الحقيقيون، تعاطفوا معه، واتصلوا به ليقدموا الدعم لكنه، تهرب منهم، واخترع حججًا بأنه مريض ومسافر، بل ادعى أنه مصاب أيضا بالإيدز، وتعاطفت معه سيدة مصابة و وخرجت معه فى بث مباشرو وهو ما ساند قضيته، لكن كثيرين شكوا فى الشاب، وبعض معارفه وجيرانه كانوا يعرفون أنه ليس مريضا.
خرج الشاب فى فيديو مع والدته يصرخو ويتهم من يشككون فيه بأنهم مدعون كارهونو يتهمونه بالباطل، ويقول إننى لا يمكن أن أكون باحثا عن الشهرة، وأمّنت أمه السيدة ذات الوجه الطيب على كلامه، وأقسمت أن ابنها مريض منذ 4 سنوات، وأن من يتهمونه بالنصب أو السعى للشهرة ظالمون.
وعندما اتهمته سيدات محاربات للسرطان بأنه مدع، بدأ «قمصان» يتصل بهن ويهددهن ويشتمهن، وتقدم ببلاغات يتهمهن بالتشهير به، و تقدمت محاربات سرطان ببلاغات، لكن تحريات المباحث قادت لاستدعائه بعد الشك فيه، وبعد القبض عليه، وأمام النيابة، ظل يراوغ بذكاء نصاب ومدع، وفى النهاية اعترف بأنه ليس مريض سرطان، وانه فعل هذا كله من أجل الشهرة، وطبعا الفلوس.
وكشفت محاربات السرطان عن أن الوصية التى أبكت الجماهير وجلبت له التريندات، والتى قال فيها إنه أوقف العلاج وينتظر الموت ويريد أن يدفنوه بالنهار لأنه يكره الظلام، هذه الوصية مسروقة من محاربة سرطان توفيت بالمرض، وأنه سرقها ليكمل قصته فى خداع الجمهور.
وظهرت سيدات مصابات ومحاربات فى فيديوهات يحكين قصته وكيف تم كشف وهمية المرض، وأن الشاب ليس إلا باحثا عن الشهرة والمال، بل إنه أشرك والدته التى ظهرت بوجه طيب، تحكى أنه مريض، وتهاجم من انتقدوه، وتبكى وتستدر عطف الجمهور.
«قمصان» نموذج على أن التريند أصبح سهلا، وأن أى واحد يمكن أن يخدع الناس، بل وفيس بوك يوثق خداعه، وأن ينصب ويجمع مالا مقابل قصص وهمية.
محاربات السرطان فى كفر الشيخ، حيث يسكن الشاب، أعلنّ أن «قمصان» ليس أول حالة تنصب وتدّعِى الإصابة بالسرطان، وهناك حالات سبق ظهورهم وتم كشفهم لرجال، ونساء إحداهن صنعت «تريند»، وتعاطف معها مريض سرطان، وأحبها، وعرض أن يتزوجها وعندما اكتشف نصبها، مات من الصدمة.
نحن أمام نماذج من النصابين الأذكياء فى عصر المعلومات، وأن «قمصان»، وأمثاله دليل على أن هناك من يستطيع أن يخدع بعض الناس لوقت طويل، ويصبح هو التريند أكثر من مرضى حقيقيين، لقد مثل «قمصان» الدور، وأشرك أمه معه، فى قصة تتكرر كثيرا ويشارك فى تضخيمها كل من يجرى وراء التريند.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة