فى طقس بارد لا تتحمل أن تخرج فيه يديك أو قدمك من تحت الغطاء يرن جرس باباك بعد صلاة الفجر مع صوت يتكرر مع وصوله لكل دور من أدوار العمارة "زبالة".
هذا ليس مشهدا من فيلم سينمائى أحاول كتابته بل إنه ما يحدث 4 أيام فى الأسبوع، ثلاثة منهم بعد الفجر ومرة بعد الظهر.. شاب فى العشرينات يوقظ السكان أثناء صعوده على السلم حتى آخر طابق ليخرجوا "زبالتهم" أمام باب الشقة ليجمعها أثناء نزوله.
حزنت كثيرا عندما سمعت أحدهم ينادى هذا الشاب الذى ارتضى أن يجمع زبالة الحى ليبقى نظيفا بـ"الزبال".. بدا لى أنهما يمزحان ولكننى فكرت فى الأمر بشكل مختلف.. هل هذا الشاب - الذى لا يتقاضى سوى بعض الجنيهات شهريا من كل شقة ليجمع زبالتها يوما ويوم ويتحمل الروائح الكريهة التى لا تخلو منها القمامة - هو الزبال أم أن من يعطيه الزبالة هو الزبال.
ربوا أبناءكم على أن من يعمل للحرص على نظافة المجتمع ليس زبالا بل هو عامل نظافة حتى يعلموا حجم ما تقدمه هذه الفئة للمجتمع.. علموا أبناءكم أن إلقاء القمامة فى الشارع أو فى غير الأماكن المخصصة لذلك أمرا مشينا لا يجب أن يصدر عن ذى أخلاق.
مفهوم مغلوط ينتقص من هذه الفئة التى لا يصلح المجتمع بدونها فلو أنهم غير موجودين لتراكمت القمامة فى الشوارع وانتشرت الأمراض ووقتها لن يستطيع أبناؤنا العيش بشكل آدمى.
أحسنوا لتلك الفئة وعاملوهم بود وحب بحجم الأذى الذى يتحملونه بدلا عنكم.. تخيل معى كيف تعامل الطبيب الذى يعالجك إذا مرضت فما بالك بمن يعمل على عدم إصابتك وأبنائك بتلك الأمراض.
رددوا معى حتى لا ننسى ولا ينسى أبناؤنا قيمة مجتمعية لو تأصلت فينا لاختلفت نظرتنا لكل شيء من حولنا.. "احنا بتوع الزبالة وهم عمال النظافة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة