قدم "اليوم السابع"، تغطية خاصة عن قصة الشاب طلحة السيد مغنم، 21 سنة سباك، ابن قرية المرابعين التابعة لمركز كفر الشيخ، الذى أظهر شهامة نادرة عندما وجد طفل بين يدى والدته يعانى من تشنجات، فخطف الطفل منها وطلب منها أن تلحقه لحضان شرابى، لينقذ الطفل مما هو فيه من حالة آثارت انتباه، ولم يكتف بذلك، بل وضع 200 جنيه فى كيس وترك الكيس على أنه ملك للأم التى لحق به فى المستشفى، عندما علمت بأن داخله أموالاً، فغادر المركز مسرعا.
وقال طلحة السيد مغنم، إنه حاصل على دبلوم تجارة، يعمل سباك يخرج من النهار حتى آخره، وفى هذا اليوم كان عائدا لمنزله فرأى والدة الطفل تحمله بحى الـ47 بمدينة كفر الشيخ، وبين يديها الطفل، وهو فى حالة تشنجات، وطلب منها الصيدلى أن تتوجه به لمركز شرابى، لإنقاذ الطفل، فأخذته منها، وقلت لها أن تلحقنى للمركز، وجريت بالطفل وأنا احمله بين يدى، وعندما دخلت لمركز طلبت من الطبى إجراء الكشف الطبى عليه، فسألنى عن اسمه أو عمره فقلت له لا أعرف عنه شيئا، وحكيت له ما حدث، وبعدها بـ5 دقائق دخلت والدته لحجرة الكشف.
وأضاف طلحة، لـ"اليوم السابع"، "عندما رأت الأم طفلها ظنت أنه مات فسقطت على الأرض، ولكن الطبيب طمئنها على حالته، وبعدها طلبت منه مساعدته فى نقلها لمستشفى عام، لعدم مقدرتها على تحمل نفقات علاجه فى المركز الخاص.
وأضاف طلحة، أنه أيقن أنها لا تمتلك أى أموال لتنفق على طفلها، فوضعت مبلغ من المال فى كيس أسود، وقلت لها هذا الكيس خاص بها، ووضعته فى يدها، وخرجت مسرعا، فحاولت إعطائى الكيس، فجريت مسرعاً وتركتها.
وأضاف طلحة: "الحمد لله تمكنت من إنقاذه من الحالة التى كان عليها، مؤكداً أن السيدة ذكرته بأمه التى كانت تبيع السك، وتتحمل مشقة السفر، ووالده كان يعانى من مرض السكر والكبد وغيرهما من الأمراض، وكانت والدته تتحمل نفقات علاجه وتربيتنا ونحن 5 أبناء، منهم 3 بنات، وكانت تعمل فى بيع السمك وكانت تذهب للبورصة لتأتى بالسمك لتبيعه، حتى إنها فى رمضان ترفض تناول طعام الإفطار إلا بعد حضورها للمنزل بعد العشاء.
وأضاف طلحة، أنه تعلم من والدته الكثير حتى إنها عندما توجهت بوالده للقاهرة ليستكمل علاجه وكان فى مستشفى خاص، كانت تبيت فى الشارع لعدم مقدرتها على دفع مقابل المبيت فى المستشفى الخاص، وفى الصباح تذهب لوالده فى المستشفى، فعندما رأى والدة الطفل تذكر أمه وما تفعله، وما تعانيه طوال أكثر من 25 سنة.
وأكد طلحة، أن والدته اشتغلت فى مهن كثيرة فكانت تبيع السمك والخضار والفاكهة، ومازالت تعمل لتوفر لنا قوت يومنا، مشيراً إلى أنه لم يكن تتوقع أن تنتشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعى، فبعض أصدقائه أخبره أن صورته منشوره وعندما رأيتها عرفت أن صاحب المركز الخاص هو من صوره.
وقال طلحة: "فرحت عندما عرفت بدعوات الناس، فلم أكن أحب أن تنتشر صورته، ولكن بعد دعوات الناس حمدت ربنا، وشكرت الدكتور أحمد شرابى، مؤكداً أنه يجب أن يساعد الإنسان الآخرين، لأنه لا يعرف ظروفهم، ومن عاش فى تلك الظروف وعرف "الحوجة" وعدم امتلاك الأموال فى الأزمات يعلم قيمة مساعدة الآخرين، مؤكداً أن موقف السيدة فكره بأخوه الكبير، الذى كان يعمل وأول فلوس أخذها من شغلها اعطاها لواحد غلبان، وفكرته بأخته التى لا تنفق مصروفها لتعطيه لشقيقها الأكبر لأن مرتبه لا يكفيه.
وأكد الدكتور أحمد شرابى، طبيب أطفال، "كان لابد من إلقاء الضوء على تلك النماذج المشرفة للشاب، فتعلم من حياته التى قاسها هو وأسرته وبطلتها والدته، فرأى فى أم الطفل شقاء وألام وعذاب والدته طوال سنوات، فكان لابد من إظهار تلك الشهامة للناس، فنشرت صورة الشاب ليكون قدوة لغيره من الشباب، فلاقى دعوات وحب الآلاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة