تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الجمعة، العديد من القضايا الهامة أبرزها، تأثير مواقف ترامب على تنصيب جو بايدن وعلى السياسة الأمريكية، ودور الاقتصاد في مواجهة فيروس كوورنا، فضلًا عن تدشين مشروع «ذا لاين» لمنظومة المجتمعات الجديدة المترابطة المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في السعودية.
ظل ترامب يخيّم على رئاسة بايدن
الياس حرفوش
يرى الكاتب اللبناني، الياس حرفوش، في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، أن ظِل ترامب سوف يكون حاضراً في واشنطن يوم الاحتفال بتنصيب خلفه. مؤكدًا أن عدم مشاركته في الحفل كما جرت العادة في الولايات المتحدة، وانتشار أكثر من 20 ألفاً من عناصر القوات المسلحة لحماية العاصمة من خطر «غزوة» جديدة، يثبت أن الرئيس الغائب الذي غادر هو الذي يسيطر القلق منه ومن تأثير خطواته المقبلة على الإدارة الجديدة.
أضاف، أنه لن يكون سهلاً التخلص من إرث هذا الرجل ولا من ظله. هو الذي جاء من خارج المؤسسة ومن خارج الحزب. أصبحت رئاسته مختلفة وعلامة فارقة مثلما هي شخصيته. رجل لا يعترف بتقاليد ولا بمحرمات. دستوره خاص به وكذلك القوانين.
كما نوه الكاتب إلى أن شعار الثورة على المؤسسات الأميركية الذي رفعه مؤيدو ترامب التقى مع شعارات تيارات متطرفة وفاشية تمثل اليمين الأميركي والمجموعات العنصرية المدافعة عن تفوق العرق الأبيض في المجتمع. تيارات لا نصيب لها أو حظ في صناديق الاقتراع، وجدت ضالتها في دعم رئيس ترى فيه صورتها الحقيقية، يسمح له خطابه غير التقليدي بالدفاع عنهم، حتى عندما يخططون للهجوم على المقرات الفيدرالية، كما ظهر من دعوته لهم إلى تنفيذ مسيرتهم نحو مبنى للضغط على أعضائه وعدم توثيق رئاسة بايدن.
ظِل ترامب لن يفارق واشنطن. سيكون صعباً تجاهله فيما يجري التصويت في للموافقة على من سيتولون الحقائب الحكومية الذين يبدأ معهم بايدن ممارسة حكمه.
العالم في 2021
البدر الشاطري
قال د.البدر الشاطري، في صحيفة البيان الإماراتية، إن شهد العالم تجربة مريرة في العام 2020 بسبب جائحة «كوفيد 19»، وقد سقط مئات الآلاف من البشر بسبب هذا الفيروس والذي لا يبدو أن نرى نهايته قريباً. فالحديث عن زيادة وتيرة انتشار المرض لا يدعو للتفاؤل.
ولكن اللقاح والذي أنتجته شركات من بلدان عدة يبعث على الأمل أن القادم أفضل، وإن الإرادة الإنسانية ستتغلب على الطبيعة؛ وهي سمة الحضارة الأولى. المهم أن العالم بعد الجائحة سيواجه استحقاقات عدة تتعلق بالاقتصاد والشؤون المالية والصحة العامة. وقد شهدت سنة 2020 تراجعاً كبيراً في معدلات النمو الاقتصادي، وزيادة في معدلات البطالة وفي النفقات لتحفيز اقتصادات العالم، وتخفيف معاناة الملايين.
وكان على الحكومات المختلفة في الدول المتقدمة والنامية بذل جهود حثيثة لتنشيط الاقتصاد ومواجهة الاستحقاقات في هذا المجال. فزيادة النمو الاقتصادي ضرورية لتوفير الوظائف وتوسيع القاعدة المالية للحكومات عبر الضرائب لتعويض الإنفاق الكبير في السنة الماضية والحالية. ودونما تحفيز الاقتصاد وتحقيق معدلات نمو حقيقية، فإن خطة التعافي من الجائحة ستكون صعبة، وكلما تعثر الاقتصاد كلما زادت الاستحقاقات لتعديل مسار الدول نحو التعافي.
ومن نافل القول إن العلاقات الأمريكية - الصينية لها تداعيات على مجمل العلاقات الدولية. فتعافي الاقتصاد العالمي يعتمد على توصل الطرفين إلى تفاهمات بخصوص التجارة الدولية والبينية بينهما. ولا يمكن أن تستمر الحرب التجارية بين قطبي النظام العالمي، وتتابع حالة العداء السافر بين بكين وواشنطن. والتعاون الأمريكي - الصيني له انعكاسات على استقرار مناطق عدة في العالم، وفي مجالات متنوعة. وأهم هذه المجالات تتعلق بالصحة العامة، فالجائحة التي بدأت في الصين انتهت في أرجاء المعمورة.
«ذا لاين»
محمد حسن المفتي
أشار الكاتب محمد حسن مفتي، في مقال بصحيفة عكاظ، إلى تدشين ولي العهد المشروع العملاق «ذا لاين» لمنظومة المجتمعات الجديدة المترابطة المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو مخطط لسلسلة من المدن الحديثة القائمة على بنية تحتية مختلفة كلياً عما اعتاد السعوديون عليه، حسب قول الكاتب، فهي مدن ومجمعات خالية من الضوضاء والتلوث، وتحتوي على العديد من النظم البيئية والمرافق والحدائق العامة، وتعتمد على تنفيذ نموذج هندسي فريد ومميز يعمل بالكامل بالطاقة النظيفة المتجددة.
وقد صرحت إدارة نيوم أنه منذ إطلاق فكرة نيوم 2017، عكف فريق تطوير المشروع على تحويل فكرة هذا المشروع إلى استراتيجيات متعلقة ببناء منطقة اقتصادية تتواكب مع رؤية 2030، ويعتبر «ذا لاين» اللبنة الأولى في مشروع نيوم العملاق، ويمتد بطول يقترب من 170كم من الساحل المطل على البحر الأحمر، وهو يعد انعكاساً للفكر الاستراتيجي الجديد للمملكة الذي غدا يمزج بين العديد من الأهداف بعيدة المدى، وذلك على المستويات البيئية أو الاستثمارية أو التقنية أو السياحية، وتستفيد هذه المجتمعات الحديثة المزمع إنشاؤها من الخصائص الجغرافية الفريدة التي تتميز بها المملكة، والتي تتميز باحتوائها على مساحات شاسعة من الأراضي غير المستغلة، والسواحل الطويلة غير المستثمرة، وهى السمات التي تمكنها من اجتذاب المستثمرين والتخلص من المشاكل المصاحبة للتضخم السكاني.
تبلغ مساحة المملكة ما يناهز مليوني كم مربع، أي ما يعادل خُمس مساحة أوروبا تقريباً، ولعقود طويلة منذ تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا ينظر العالم الغربي للمملكة على أنها دولة صحراوية، تحتل المدن فيها نسبة صغيرة من إجمالي مساحتها الشاسعة، لذلك يعتبر هذا المشروع نقطة انطلاق لتغيير هذه الصورة المغلوطة عن المملكة من جهة، ونقطة تحول في حاضر ومستقبل المملكة نحو استغلال أمثل لمواردها الطبيعية والمادية من جهة أخرى.
وتتمثل أحد أهم مخرجات هذا المشروع في إسهامه في خلق عدد كبير من الوظائف مما سيسهم تلقائياً في تقليص نسبة البطالة، بخلاف أنه سيحتاج للعديد من الكفاءات والقدرات الإبداعية للإسهام في إدارة مشروع مبتكر مثل هذا المشروع، وهو ما سيسهم في رفع جودة الكفاءات البشرية التي ستعمل في إدارته، وبخلاف ذلك فإن التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستعانة بها على نحو مطرد سيسهم في تحويل المجتمع بالكامل لمجتمع ذكي قادر على استخدام كافة موارده بفعالية وكفاءة.
أكد الكاتب أن إطلاق هذا المشروع الطموح في هذا التوقيت تحديداً يمنحنا العديد من الدلالات، أهمها توضيحه للاستقرار الاقتصادي والأمني اللذين تتمتع بهما المملكة، خاصة أن إطلاقه يتواكب مع فترة تتسم بالكثير من التخبطات السياسية التي تعاني منها بعض الدول العربية، والتي سقطت في دوامة الاضطرابات السياسية والركود الاقتصادي، كما أنه خرج للنور في فترة زادت خلالها المشاكل التي يثيرها النظام في طهران، متعمداً جر المنطقة لمستنقع الفوضى والتخبط، غير أن القيادة الحكيمة لم تستجب لأي من تلك العواصف المدمرة، فالطريق طويل والعمل يحتاج لسواعد فتية ورؤية استشرافية، وقد آن الأوان للبدء فوراً في العمل الجاد لبناء المستقبل على المديين القريب والبعيد معاً.