كيف جددت "الفشقة" النزاع بين السودان وإثيوبيا.. 118 عاما من الاشتباكات المسلحة بين البلدين على الأراضى.. اعترفت أديس أبابا منذ 1902 بالمدينة.. والمليشيات الإثيوبية نزعت فتيل الحرب فى 2020

السبت، 16 يناير 2021 03:30 م
كيف جددت "الفشقة" النزاع بين السودان وإثيوبيا.. 118 عاما من الاشتباكات المسلحة بين البلدين على الأراضى.. اعترفت أديس أبابا منذ 1902 بالمدينة.. والمليشيات الإثيوبية نزعت فتيل الحرب فى 2020
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعد منطقة الفشقة السودانية، هي النقطة التي تلتقى فيها السودان وإثيوبيا، حيث تجمع شمال غرب منطقة أمهرة الإثيوبية بولاية القضارف السودانية، ويعد نزاع الحدود بين السودان وإثيوبيا من أقدم النزاعات في القارة السمراء، فالاشتباكات المسلحة على طول الحدود بين السودان وإثيوبيا، هي أحدث تطور في تاريخ من التنافس المستمر منذ عقود بين البلدين.

الحدود بين السودان وإثيوبيا
الحدود بين السودان وإثيوبيا

 

وفي عام 1902، وقعت الحكومة البريطانية والإمبراطور منليك حاكم إثيوبيا في تلك الحقبة، على اتفاقية الحدود والتي اعترفت من خلالها بسودانية منطقة الفشقة الحدودية، أكد ذلك المتحدث باسم المجلس السيادى السودانى، محمد الفكي سليمان، اليوم الجمعة، حيث قال إن منطقة الفشقة أرضًا سودانية خالصة باعتراف المجتمع الدولي، وباعتراف أديس أبابا منذ توقيع تلك الاتفاقية عام 1902، و1903.

وبعد حرب عام 1998، بين أريتريا وإثيوبيا على الحدود، قام السودان وإثيوبيا بإحياء محادثات كانت قد دخلت في سبات منذ أمد طويل ليحددا بدقة حدودهما التي يبلغ طولها 744 كيلومترا، وفي هذا الإطار، كانت الفشقة هي أصعب منطقة لتسوية الخلاف حولها، فوفقا لمعاهدات الحقبة الاستعمارية لعامي 1902 و 1907 تمتد الحدود الدولية إلى الشرق منها، وهذا يعني أن الأرض ملك للسودان، لكن الإثيوبيين استقروا في المنطقة حيث مارسوا الزراعة بعلم السلطات السودانية، وفق ما أعلن أيضا عضو مجلس السيادي السوداني الفكى.

القوات السودانية
القوات السودانية

في منتصف ديسمبر الماضي تجدد الصراع حيث لقي 4 من الجيش السوداني مصرعهم بينهم ضابط برتبة رفيعة وجرح 12 آخرين اثر معارك شرسة مع مليشيات أثيوبية مسلحة على الشريط الحدودي بين البلدين

واندلعت الاشتباكات بمحلية القريشة شرق منطق "ود عاروض" في أعقاب نصب المليشيات الأثيوبية أكثر من كمين للقوات السودانية بتلك الجهات، على الفور أرسلت القوات المسلحة السودانية تعزيزات عسكرية إلى منطقة الفشقة الحدودية.

وقالت وكالة الأنباء السودانية، أن "القوات المسلحة السودانية واصلت تقدمها فى الخطوط الأمامية داخل الفشقة لإعادة الأراضى المغتصبة والتمركز فى الخطوط الدولية وفقا لاتفاقيات العام 1902".

القوات السودانية بقيادة الفريق البرهان
القوات السودانية بقيادة الفريق البرهان

 

والأسبوع الماضي،  شنت قوات إثيوبية مسلحة هجوما على منطقة "اللية" بمحلية القرّيشة داخل الحدود السودانية بعمق خمسة كيلومترات في أراضي الفشقة ما أدى لمقتل خمسة نساء وطفل وفقدان امرأتين، ووقع الهجوم أثناء عمليات حصاد الذرة بالشريط الحدودي ما أدى إلى تدخل الجيش السوداني وتمشيط المنطقة وملاحقة القوات الإثيوبية.

وقالت وسائل إعلام سودانية حينها، إن القوة الاثيوبية نصبت كمينا كان يستهدف الجيش السوداني بتمركز قناصة ببنادق آلية أعلى أشجار كثيفة لكن الكمين راح ضحيته مدنيين.

واليوم الجمعة الموافق 15 يناير 2020، قال المجس السيادي السوداني، ، إنه لم يتخذ قرارا سياسيا بإعلان الحرب على إثيوبيا ولكنه أمر بانفتاح قواته على أراضٍ كان يستغلها إثيوبيون لنحو ربع قرن مؤكدا أنه لم يتبقى من أراضيه سوى منطقتين تحت سيطرة إثيوبيا.

مليشيات إثيوبيا
مليشيات إثيوبيا

 

وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي والمتحدث باسمه محمد الفكي سليمان، إن الجيش السوداني تمكن من استعادة نح 90% من أراضيه في الفشقة بولاية القضارف وتبقت منطقتي القطرون وخور حمر في يد الإثيوبيين.

وأوضح الفكي في مؤتمر صحفي مساء الجمعة أن السودان يأمل في إخلاء هاتين المنطقتين فورا تحاشيا لتدخل الجيش الذي يمكنه اعادتهما حربا ولكن تقديرا للعلاقات مع إثيوبيا يأمل أن يتم ذلك بالطرق السياية والدبلوماسية.

وشدد أن الوضع العسكري للسودان في حدوده الشرقية جيد فضلا عن تمتعه بقوة الحق، قائلا "للذين يقرعون طبول الحرب نقول نحن لا نريدها ونفضل الحل السياسي بالحوار".

وقال الفكي إن انفتاح القوات السودانية في أراضي الفشقة كان قرارا سياسيا من المجلس الأعلى للدفاع بعد انسحاب القوات الإثيوبية بسبب الحرب في إقليم تيجراي من بعض المواقع في الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى حيث انتشرت هذ القوات في 17 موقعا من أراضي السودان منذ عام 1995.

وطالب المتحدث باسم مجلس السيادة الحكومة الإثيوبية بضبط خطاب مسؤوليها قائلا إنهم تخلوا عن الصمت بعد أن لمسوا تصريحات غير متزنة من بعض الدبلوماسيين الإثيوبيين، وأكد أن السودان يتنازل عن أراضي الفشقة ولن ينسحب منها لأنها أراضي سودانية وفقا لكل الخرائط في العالم وحتى في الخرط المثبتة في المناهج الإثيوبية.

قوات إثيوبية
قوات إثيوبية

 

وعاب على إثيوبيا تماطلها في دفع تكلفة ترسيم الحدود على الأرض بوضع العلامات والبالغة 12 مليون دولار مناصفة مع السودان تارة بالتحجج بعدم القدرة وأخرى برفضها مقترح السودان بدفع ما عليها بحجة أن الأمر سيادي.

وأقر بأن الحكومة ستنجز تشييد عدد من الجسور على أنهار الفشقة قبل الخريف حت لا تنعزل بسبب الأمطار مؤكدا أن ذلك ضرورة حياتية قبل أن تكون ضرورة عسكرية.

وتشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترا لافتا بعد أن أعاد الجيش السوداني في نوفمبر الماضي انتشاره وتمركزه في مناطق الفشقة على الحدود الشرقية لأول مرة منذ عام 1995 وقال لاحقا إنه استرد هذه المساحات من قوات ومليشيات إثيوبية.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة