لم تكن أحداث تلك السنة التي مرت من عمرنا بارزة فقط على المستوى العالمي أو الصحي، وإنما على المستوى الشخصي أيضاً، فجميعنا تأثرنا بالوضع العالمي وتغيرت مخططاتنا الحياتية، مما جعلنا نعيش تجارب استثنائية مختلفة، لم تكن الأحداث السلبية فقط هي البارزة وإنما الأحداث الإيجابية أيضاً، فمقاومتنا لليأس بالأمل، وإصرارنا على الفرح رغم الحزن، وصمودنا أمام هذا التغيير الكبير جعلنا نعيش كل لحظة بانغماس وتعمق فتذوقنا لذة الحياة رغم شعورنا بموت كل شيء حولنا في تلك السنة الاستثنائية ٢٠٢٠.
جيلنا الذي عاش تلك الأحداث وواجه بصبر وقوة تلك الأزمات لابد أن يعي جيداً أن تلك السنة التي كانت صعبة وثقيلة على العالم بأسره، لا تقارن بالسنوات الماضية التي مرت على أسلافنا في الأزمنة الماضية، فرغم شعورنا بالحزن على سنة مرت من عمرنا بسبب أحداث كورونا التي غيرت شكل العالم، هناك أجيال رحلت من أعمارهم سنين عديدة وليست سنة واحدة، كجيل الحرب العالمية الثانية التي جعلت العالم على صفيح ساخن لمدة سنوات وضاع من عمر جيل هذا الزمان الكثير، ولا نعرف كيف سيكون الحال مع الأجيال القادمة، ففي النهاية كل زمن له تحدياته وصعوباته وله أيضاً إيجابياته وأفراحه وتسهيلاته، ومن هنا يجب أن نشكر الله على أننا مازلنا بخير رغم كل شيء حدث.
كل سنة فيها من الأحداث ما يحزن وفيها من الأحداث ما يفرح القلب، ولا شك أن تلك السنة كانت مميزة بكل ما حملت من أحزان وأفراح، ضيق وانفراجات، هزائم وانتصارات، فلقد كانت بوابة لزمن جديد وعقد جديد من العمر بدأ برقم ٢٠ وجعلنا أبناء جيل عشرينيات القرن الحادي والعشرون .... وها نحن قد دخلنا عاماً جديداً ولازلنا مفعمين بالأمل ومصرين على الحياة وكلنا طاقة بعد أن انتصرنا على السلبيات وتخطينا أحداث تلك السنة الاستثنائية التي مرت من عمرنا بصبر وقوة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة