ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فى عددها الصادر اليوم الاثنين، أنه مع زيادة حجم الإقبال الدولى لتأمين لقاحات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وجدت الشركات المصنعة الصينية والروسية قائمة متزايدة من المشترين الأجانب على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن بيانات التجارب غير المكتملة وصرامة عمليات الموافقة المحلية.
وأفادت الصحيفة - في تقرير لها نشرته في هذا الشأن على موقعها الإلكتروني - أن مركز أبحاث "جماليا" لعلم الأوبئة وعلم الأحياء الدقيقة التابع لوزارة الصحة الروسية وافق على بيع لقاح "سبوتنيك-في" لعدة دول، في حين وقع المصنعان الصينيان الرائدان صفقات بيع لقاحات مع أكثر من اثنتي عشرة دولة.
وأضافت:" أنه بالنسبة لموسكو وبكين، وكلاهما حريص على منافسة شركات الأدوية على المستوى الدولي، تمثل هذه المبيعات انقلابا سياسيا وتجاريًا كبيرًا. حيث قدمت الصين على وجه الخصوص وعودًا جريئة بأن لقاحاتها "ستحقق مكاسب دبلوماسية من خلال لعب دور رائد في حملة التحصين العالمية".
وقالت جينيفر هوانج بوي خبيرة في شئون السياسة الصحية الصينية لدى مؤسسة "راند" الفكرية بكاليفورنيا: "إن جائحة كورونا لديها القدرة على إحداث تغيير كبير في الطريقة التي يرى بها العالم لقاحات الصين. لاسيما بعد أن أصبحنا نرى لأول مرة لقاح هام من الصين على المسرح العالمي".
مع ذلك، أوضحت الصحيفة أنه "على الرغم من كل الطموحات الكبيرة وقائمة انتظار المشترين الراغبين، لم ينشر معهد جماليا ولا الشركات المصنعة الصينية الرائدة، مثل سينوفارم وسينوفاك، مجموعات كاملة من بيانات التجارب، مما جعل معظم العلماء غير قادرين على إجراء مقارنات دقيقة مع منافسيهم الغربيين".
فمن جانبها، قالت فيونا سمايل، أخصائية علم الأمراض في جامعة ماكماستر في أونتاريو بكندا:" أنا واثقة جدًا من البيانات التي لدينا حول لقاحات mRNA، التي تنتجها شركات (موديرنا) و(فايزروبيونتيك) لمكافحة كورونا.. ونحن لم نرى حتى الأن مثل هذه البيانات حول اللقاحات الصينية، لذلك فالثقة فيها لاتزال أمرا أكثر صعوبة بالنسبة لدينا".
مع ذلك، نشرت الشركات المُصنعة للقاحات الصينية والروسية نتائج واعدة بشأن التجارب السريرية المبكرة في المجلات العلمية الدولية المختصة. وأكد خبراء إجراء تجارب المرحلة الثالثة للسلامة والفعالية بطرق بدت أنها تفي بالمعايير الدولية من حيث الحجم والعملية.
لكن النتائج المؤقتة الكاملة لتلك التجارب- وهي البيانات التي تدعم الاستنتاجات حول الفعالية- لم يتم إصدارها قبل حصول هذه اللقاحات على الموافقات التنظيمية سواء في الصين أو روسيا، أو في البلدان الأخرى التي سجلت اللقاحات للاستخدام.
وقال البروفيسور راينا ماكنتاير، وهو اختصاصي الأمراض المعدية بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، في هذا الشأن:" إن الموافقات بدون نشر بيانات المرحلة 3 الكاملة أصبحت اتجاها سائدا. ولكنك في خلاصة القول، عندما تتحدث عن طرح لقاح للجمهور، فأنت تريد أن ترى تلك البيانات منشورة".
وفي روسيا، جعل الرئيس فلاديمير بوتين لقاح سبوتنيك-في أول لقاح مسجل في العالم في أغسطس الماضي- ومنحه اسمه إشارة إلى القمر الصناعي السوفيتي الذي أطلق سباق الفضاء- عندما كان قد أكمل فقط تجارب المرحلة الثانية على 76 مشاركًا.
أما في الصين، سمحت السلطات بالاستخدام المحدود للعديد من اللقاحات منذ الصيف الماضي وأعطت موافقة مشروطة على لقاح طورته شركة سينوفارم، المملوكة للدولة في ديسمبر بعد أن قالت الشركة إنها كانت فعالة بنسبة 79 % في تحليل مؤقت لنتائج المرحلة الثالثة. وفي وقت سابق من ذلك الشهر، قالت البحرين والإمارات، اللتان جربتا اللقاح أيضًا، إنه فعال بنسبة 86 %.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة