عرفته منذ ربع قرن حينما كنت طالبا بقسم السيناريو بالمعهد العالي للسينما بالسنة الأولى ومن يومها إلى يومنا هذا لم أفارقه، ولكنه قرر الرحيل فجأة وبلا سابق إنذار !!
وحيد لم يكن لي أستاذا فقط، وإنما كان صديقاً واباً وناصحاً صادقاً ورجلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معني ، فهو دائما وأبدا ضد التيار واشهد امام الله - والرجل بين يدي بارئه - إنه لم يركب موجة، ولم يحن رأسه، ولم يغير رأيه، ولم يخش أن يقول كلمة الحق يوماً؛ فهو من طارد طيور الظلام بقلمه، وهو من تنبأ بالانفجار الدامي في يناير ٢٠١١، وما تبعها من ركوب إخواني للحكم؛ هو من صرخ نيابة عن شعب مصر آه في وجه الظلم؛ وهو صاحب مقولة " احنا في زمن المسخ "، ومقولة "البلد دي اللي يشوفها من فوق غير اللي يشوفها من تحت" ومقولة " أنا بهز وسطي وأنت بتلاعب لسانك وتخطب"، هو صاحب البرئ، والغول والهلفوت، ومعالي الوزير والمنسي وغيرهم من الأفلام والأقوال المأثورة المحفورة في أذهاننا جميعاً، والتي استحق عنها لقب قديس السينما المصرية عن جدارة، وربما استقبال الجمهور له بتكريمه بمهرجان القاهرة الدولي منذ أقل من شهر، خير دليل على قامته الرفيعة .
وحيد احترف هوايته، ولم ينشغل عنها يوما حتي تاريخ وفاته، فهو كاتب فقط أدواته أنواع الحبر والرصاص والورق، ومكتبه حقيبته الخاصة التي تحتوي على أشهى أدوات الكتابة والنيل عشقه وملهمه، والمواطن البسيط همه الأول، والوطن مراده ومنتهاه.
وحيد فضلاً عن تميزه مهنياً فهو على الصعيد الإنساني رجل كريم وشجاع وكرامته فوق الجميع، وأب حنون، وزوج مخلص، وكبير عائلة جذورها في الريف المصري الأصيل وصديق جدع واستاذ ملهم وزميل فريد وشخص خجول عفيف اللسان.
أيها الأستاذ الجليل هذا حال الدنيا، وعلينا بالتحلي بالصبر، فعزاؤنا الوحيد يا أستاذ وحيد أنك تركت لنا أرشيفاً ثميناً، وأعمالا خالدة ستتوارثها الأجيال ..
أخيرا خالص عزائي للسيدة الفاضلة زينب سويدان، والمخرج الكبير مروان حامد، وعزاء خاص للسينما المصرية التي فقدت أحد أعمدتها شديدة الأهمية.