كشفت دراسة بحثية أجرتها مؤسسة NHS التابعة لجامعة برمنجهام عن رؤية جديدة للآليات البيولوجية للتأثيرات الصحية الإيجابية طويلة المدى للرضاعة الطبيعية في الوقاية من اضطرابات الجهاز المناعي في وقت لاحق من الحياة.
ووفقا لتقرير لصحيفة neuroscience العلمية تتوسع الخلايا التائية التنظيمية في الأسابيع الثلاثة الأولى من حياة الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، وهي تضاعف وفرتها في الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية.
من المعروف أن الرضاعة الطبيعية مرتبطة بنتائج صحية أفضل في مرحلة الطفولة وطوال فترة البلوغ، وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين يتلقون لبن الأم أقل عرضة للإصابة بالربو والسمنة وأمراض المناعة الذاتية في وقت لاحق من حياتهم مقارنة بأولئك الذين يتغذون بشكل حصري على لبن الأم.
وحتى الآن ، كانت الآليات المناعية المسئولة عن هذه التأثيرات غير مفهومة جيدًا في هذه الدراسة الجديدة ، اكتشف الباحثون لأول مرة أن نوعًا معينًا من الخلايا المناعية يسمى الخلايا التائية التنظيمية يتوسع في الأسابيع الثلاثة الأولى من حياة الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية ، وهو ما يقرب من ضعف وفرة الأطفال الذين يرضعون لبنًا صناعيًا تتحكم هذه الخلايا أيضًا في الاستجابة المناعية للطفل ضد خلايا الأم المنقولة بحليب الأم وتساعد في تقليل الالتهاب.
علاوة على ذلك ، أظهر البحث أن بكتيريا معينة ، تسمى Veillonella و Gemella ، والتي تدعم وظيفة الخلايا التائية التنظيمية ، تكون أكثر وفرة في أمعاء رضاعة طبيعية، وأكد الباحثون أن نتائج الدراسة المنشورة في مجلة الحساسية ، تؤكد على أهمية الرضاعة الطبيعية.
قال المؤلف الكبير جيرجيلي تولدي ، الباحث في جامعة برمنجهام واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة إن تأثير نوع الحليب الذي يتم تلقيه على تطور الاستجابة المناعية لم يُدرس سابقًا في السنوات القليلة الأولى و كانت الأهمية البارزة والتدخل المبكر لهذا النوع المحدد من الخلايا في الرضاعة الطبيعية غير معروفة، وأكد الباحثون أن هذه الدراسة ستساهم في تحسين تركيبة الحليب الاصطناعي من أجل استغلال هذه الآليات المناعية.
