- المنظمة تساعد فى ربط 10 ملايين مهاجر مصرى بالخارج فى عملية التنمية التى تقوم بها الدولة.. والحكومة المصرية تدمج اللاجئين فى المجتمع ولا تضعهم فى مخيمات
«اليوم السابع» التقت لوران دى بورك الممثل المقيم لمنظمة الهجرة الدولية والتى تعمل من خلال 400 مكتب على مستوى العالم وتضم فى عضويتها معظم دول العالم لمساعدة المهاجرين واللاجئين الفارين من موطنهم بسبب الأزمات والكوارث الطبيعية والباحثين عن فرص عمل، وتحدثت دى بورك عن علاقة مصر بالمنظمة ودور الأخيرة فى خدمة قضايا المهاجرين حول العالم.. وغير ذلك من القضايا فى نص الحوار التالى:
فى البداية نريد التعرف على أنشطة منظمة الأمم المتحدة للهجرة الدولية؟
المنظمة الدولية للهجرة تأسست عام 1951 عقب الحرب العالمية الثانية وكان الهدف منها إيجاد حلول للنازحين والمهاجرين من موطنهم إلى دول أخرى وأن تتم مساعدتهم بشكل منظم وكان تركيزها فى البداية على أوروبا وأمريكا اللاتينية لوجود أكثر مشكلات خاصة بالمهاجرين، وبعد وقت أصبحت أفريقيا ضمن دائرة تركيز المنظمة وكذلك أسيا لتنتشر بعدها المنظمة للعمل فى كل دول العالم، فيما توسعت المنظمة فى مجال عملها مع وجود العديد من الكوارث الطبيعية والتى تدفع الناس فى الانتقال من مكان إلى آخر دون استعدادات مسبقة.ما هو دور المنظمة بالتحديد فى مصر؟
مصر تقع داخل منطقة محاطة بالأزمات والكوارث كما أنها تقع فى الوسط للمهاجرين لاستكمال مسارهم إلى أسيا وأوروبا وهناك 6.3 مليون مهاجر فى مصر تختلف أوضاعهم، حيث إن هناك من فر من الحروب فى وطنه وآخرين للعمل فى مصر، وهناك من يتواجد بشكل مؤقت لاستكمال مساره لدولة أخرى.كما تعمل المنظمة على مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية من خلال محاولة خلق فرص عمل وتأسيس مشروعات لعدم اللجوء للهجرة غير الشرعية كما تعمل المنظمة مع اللاجئين أيضا، والحكومة المصرية لا تقوم بوضع اللاجئين داخل مخيمات أو مستوطنات ولكن يتم إدماجهم فى المجتمع بشكل جيد ومن خلال ذلك تعمل المنظمة على مساعدة المقيمين فى مصر بتقديم خدمات وفى حالة السفر لدولة أخرى تقوم المنظمة بمساعدتهم فى إعادة التوطين حيث يعمل مكتب المنظمة فى مصر بالتنسيق مع 12 دولة وتقوم المنظمة بمساعدتهم فى إنهاء الأوراق وإجراء التحاليل المطلوبة للسفر.
ما هى أهم المشروعات التى تعمل بها المنظمة مع الحكومة المصرية لمواجهة الهجرة غير الشرعية؟
تعمل المنظمة فى مصر من خلال أطر القوانين المصرية التى تم إقرارها بشأن المهاجرين واللاجئين، وأهم هذه القوانين هما قانونا 2010 و2016 المختصين بمكافحة الاتجار بالبشر، كما تعمل المنظمة وفق 3 محاور من خلال شراكات مع الحكومة والمجالس القومية والهيئات الحكومة وهى محاور الحماية والمنع والتوصيل للقضاء.بحسب إحصائيات المنظمة.. ما هى أكثر الجاليات المهاجرة فى مصر؟
أكثر الجاليات تواجدا فى مصر هى السودانية، ويصل عددها إلى ما يقرب من 4 ملايين مهاجر والمقيمين فى مصر منذ سنوات طويلة وهناك اتفاقية بين الحكومتين المصرية والسودانية تسهل للسودانيين خلق فرص عمل لهم فى مصر والاندماج داخل المجتمع المصرى بالإضافة الى وجود الجالية الليبية، وثالثا الجالية السورية ولا تحتاج جميعها لخدمات فمنهم أصحاب أعمال، وهناك جاليات أخرى فى مصر يصل عددها إلى 65 جنسية مختلفة.ما هو الدعم المقدم من المنظمة للمهاجرين وهل يختلف ما بين الهجرة النظامية وغير النظامية؟
الخدمات المقدمة للمهاجرين بكل الطرق واحدة إلا أن المهاجرين بطرق شرعية يسهل على المنظمة تقديم المساعدات المختلفة لكونهم يحملون أوراقا موثقة على عكس المهاجر بطريقة غير شرعية، وضمن المساعدات المقدمة من المنظمة، بالإضافة إلى المساعدة القانونية، هناك مساعدة المهاجرين بطرق غير شرعية سواء قرروا الإقامة فى الدولة المضيفة أو العودة لموطنهم، ويتم تقديم الدعم لهم من خلال أن الطرق القانونية بأن تكون إقامتهم فى مصر شرعية مع اتخاذ الإجراءات القانونية مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا.
هل للمنظمة دور فى دعم المهاجرين المصريين فى الخارج؟
دور المنظمة هو مساعدة المهاجرين فى كل دول العالم وبالتالى رعاية ودعم المهاجرين المصريين فى الخارج ضمن أولوليات المنظمة.ماهى أكبر التحديات التى تواجهها المنظمة لدعم المهاجرين وخاصة مع جائحة كورونا؟
أهم التحديات هى زيادة أعداد المهاجرين الذين يحتاجون لمساعدات وذلك لفقدانهم فرص عملهم بسبب جائحة كورونا، واحتياجاتهم لمساعدات أكثر هذا بالإضافة إلى نقص التمويل للمنظمة خاصة مع الركود الاقتصادى العالمى بسبب الجائحة.كيف أثرت الجائحة على أعداد المهاجرين عالميا؟
جائحة كورونا تسببت فى غلق عام لكل دول العالم مما أثر على تعطل حركة السفر بشكل عام، وأثر ذلك على حركة ومسار المهاجرين أيضا، خاصة الذين ينتقلون من دولة لأخرى مع دول مضيفة خلال انتقالهم مما اضطرهم للبقاء فى تلك الدول والتى لم تكن وجهتهم فى الأساس فى الوقت الذى زاد نشاط عصابات الاتجار بالبشر بسبب عملية الغلق العام لكل طرق السفر الشرعية، لذلك تعمل المنظمة بشكل كبير للمتابعة وحماية المهاجرين من هذه العصابات واستغلالهم هذا بالإضافة إلى تغيير إجراءات السفر الشرعية وسط الجائحة مما صعب على المهاجرين التنقل بسلاسة.
ما هى رؤيتك لاستجابة مصر للجائحة؟
مصر من ضمن الدول التى استطاعت أن تعطى مثالا جيدا فى استجابتها لأزمة كورونا ليس فقط على المستوى المحلى إنما تمكنت من تقديم التضامن والدعم مع الدول الأخرى ومن ضمنه الدعم الذى قامت مصر بتقديمه لإيطاليا من أدوات صحية كانوا فى احتياج لها لمواجهة الأزمة.وما رأيك فى مبادرة الرئيس السيسى «مراكب النجاة»؟
المنظمة تمت دعوتها ضمن منتدى الشباب والذى تم من خلاله الإعلان عن مبادرة الرئيس السيسى، مراكب النجاة، حيث رحبت المنظمة بشكل كبير بهذه المبادرة لأنها لا تكافح فقط الهجرة غير الشرعية ولكنها أيضا تخلق بدائل للشباب، وذلك من خلال خلق فرص عمل أو إظهار البدائل للهجرة غير الشرعية ومواجهة المخاطر للاستفادة منها ، ونحن كمنظمة نعرب عن مدى تقديرنا بالتعاون المثمر القوى بين الحكومة المصرية بجميع وزاراتها والهيئات المعنية لخلق فرص عمل وابتكار مشروعات جديدة للشباب لمواجهة الهجرة غير الشرعية، فهى مبادرة جيدة جدا لمواجهة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
والمبادرة تم تأسيسها بشكل قوى ومدروس وتوقعاتى عقب انتهاء أزمة كورونا ستكون المبادرة فعالة ولها دور حيوى فى مواجهة الهجرة غير الشرعية.
وهل هناك أوجه للتعاون من جانب المنظمة لدعم هذه المبادرة؟
تتعاون المنظمة مع الحكومة المصرية فى دعم مبادرة الرئيس السيسى، من خلال خلق فرص عمل ضمن عدد من المشروعات بالإضافة الى دعم قطاع التعليم الفنى ودعم المهنيين والفنيين والحرفيين ليكونوا جاهزين لسوق العمل سواء فى مصر أو لتوفير فرص عمل لهم فى الخارج أو ربطهم بشركات القطاع الخاص، وفى نفس الوقت نعمل على منع عمليات الهجرة غير الشرعية.وما مدى دعم الحكومة المصرية للاتفاقيات الدولية ومنها الاتفاق العالمى للهجرة؟
مصر رائدة ومتفاعلة بشكل جيد مع الاتفاقيات العالمية الخاصة بالهجرة وتعمل طوال الوقت على تنفيذها وتشارك بعدد من المشروعات والأنشطة لدعم هذه الاتفاقيات.. ومثال على ذلك اتفاق الهجرة النظامية مصر وقعت عليه وشاركت فيه بشكل جيد وتقوم بتقديم التقارير المطلوبة وهذا أيضا فى مختلف الاتفاقيات مثل اتفاقية باليرمو والخرطوم.والدليل على حرص الحكومة المصرية على الاتصال بكل الدول الأخرى استضافة المنتدى الخاص للإحصاء المعنى بأرقام المهاجرين عالميا بمشاركة عدد كبير من الدول وهذا انعكاس لاهتمام الحكومة المصرية بوجود قاعدة بيانات ومشاركتها بخبرتها مع الدول الأخرى.
كيف تعمل المنظمة على مواجهة ملف الاتجار بالبشر؟ وما الدعم المقدم لمراقبة عمليات الهجرة على الحدود المصرية؟
تعمل المنظمة بشكل قوى على حملات التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية من خلال مختلف وسائل الإعلام ومدى خطورة الإقدام على هذه الخطوة مع تقديم حلول بديلة عن الهجرة، وهناك تعاون كبير بين المنظمة ووزارتى الدفاع والداخلية المصرية من خلال تقديم عدد من التدريبات المتخصصة لتحديد والوصول الى شبكات الهجرة غير الشرعية وتدريبات خاصة على التقنيات العالمية لكشف الأوراق غير الرسمية وكذلك دعم المعنيين بأجهزة حديثة للتوصل الى الأوراق غير الرسمية.
وما رؤيتكم لتعامل المنظمة بالتعاون مع الحكومة المصرية مع ضحايا الاتجار بالبشر؟
تقوم مصر بسن العديد من القوانين التى تساعد ضحايا الاتجار بالبشر ما يسهل للمنظمة تقديم الدعم لهم سواء دعم نفسى أو خدمات مطلوبة واعتبار المهاجرين عن طريق غير شرعى ضحايا يتوافق جيدا مع رؤية المنظمة، وهناك توافق بين عمل المنظمة والحكومة المصرية وكذلك تبادل معلومات لتسهيل إلقاء القبض على شبكات الاتجار بالبشر.ما هى خطتكم للعمل فى 2021 طبقا لتداعيات أزمة كورونا؟
تعمل خطة المنظمة للعام الجديد على تقديم خدمات أفضل لأكبر عدد من المهاجرين بالإضافة الى أمنيتنا بتنظيم حوار تفاعلى كبير من كل الجهات والمؤسسات المعنية للمشاركة فى تقديم خدمات للمهاجرين ليس فقط على المستوى الحكومى ولكن أيضا من المواطنين وستعمل المنظمة على توصيل رسالة وتدعيمها بأن كل فرد عليه دور فى التنمية لبلده وأن يواجه الهجرة غير الشرعية وأن يكون على وعى كاف بمخاطرها، وحماية نفسه وحماية الآخرين.