ما زال الجدل قائما، بالرغم من التوصل إلى لقاحات متعددة، مضادة لفيروس كورونا، حيث ينتشر الكثير من المعلومات والدراسات التى تتناول تأثيرات اللقاحات، ومدى قدرتها على خلق مناعة للأفراد ضد العدوى، ولا يخلو الأمر من منافسة تجارية، وأحيانا سياسية، فالصين أطلقت، من خلال خبراء، دعوة لسحب ووقف لقاح «فايزر» بعد وفاة 29 فى النرويج، والشك فى وفاة 10 بألمانيا، ويبدو أن الصين ترد على اتهامات أوروبية وشكوك فى اللقاح الصينى.
روسيا على الخط بلقاح «سبوتنيك V»، والهند طرحت لقاحا بدأت تجاربه فى تلقيح ملايين، مع خطة هندية لتلقيح مئات الملايين.
ولا يخلو الأمر من جدل عام، تتسبب فيه المعلومات المتدفقة بكثافة حول الفيروس وتداعياته، ومدة فاعلية اللقاحات، خاصة مع عدم وجود نتائج حاسمة للقاحات ممن تلقوه، وهى تفاصيل ينتظر أن تعلن خلال فترات مقبلة، حيث إن وقوع إصابات بين من تلقوا اللقاحات تلقى ظلالا من الخوف لدى المواطنين عبر العالم، والذين ينتظرون أن تتوقف الإصابات وتتراجع لدى من تلقوا اللقاحات، وفى حالة استمرار الإصابات فإن الأمر قد يكون على غير ما يريده، أو يأمله المواطنون بالعالم.
تجددت المخاوف بعد إعلان النرويج وفاة 29 شخصا، بين أشخاص فوق 75 عاما، ممن تلقوا الجرعة الأولى للقاح كورونا، و10 فى ألمانيا، وهى وفيات قد لا تكون لها صلة مباشرة باللقاحات، لكنها توضع فى الاعتبار، وتفتح بابا لتساؤلات، فضلا عن كونها ربما تؤخر الإعلان النهائى عن إنتاج مليارات الجرعات تكفى الجميع، ومع ظهور سلالات جديدة، قد يصبح الأمر أصعب بعض الشىء، وإن كان بعض خبراء اللقاحات والشركات المنتجة، أعلنوا أن ظهور سلالات جديدة أمر طبيعى مع الفيروسات، وهى سلالات لا يمكنها أن تقاوم اللقاحات، أو فى أسوأ الأحوال قد تتطلب تعديلات فى اللقاحات لا تستغرق وقتا.
إسرائيل أكثر الدول التى أعلنت توسيع عملية التلقيح ضد كورونا، ومع هذا، لا يزال الأمر يخضع للتقييم، حيث أفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأن أكثر من 12400 من سكان إسرائيل، ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بعد التطعيم، من بينهم 69 شخصا حصلوا بالفعل على الجرعة الثانية، ولقى سبعينى فى إسرائيل حتفه، بنوبة قلبية، بعد ساعتين من تطعيمه بلقاح مضاد للفيروس، الرد من الخبراء والمنتجين أن الوفيات والإصابات قد لا تعنى الفشل، لكنها تعنى أهمية المتابعة خلال فترات التجريب الأخيرة.
لكن هذه التفاصيل ألقت بظلالها، وحتى فى أوروبا، حيث بدأت حملات التطعيم فى أغلب دول الاتحاد، ولم يخل البعض من آراء متعددة حول فاعلية اللقاحات، وحتى عن استعداد كل المواطنين لتلقى اللقاح، فظهرت أصوات تنتقد اللقاح، ومدى فاعليته، ففى فرنسا كشف استطلاع للرأى أن 40% فقط من الفرنسيين يرغبون فى التطعيم، فى حين تستعجل بعض الجمعيات الطبية حملة التطعيم، وتعتبر الحكومة فاشلة، بينما وافق ثلثا البريطانيين على تلقى اللقاح. وحسب «جارديان»، أعرب البريطانيون عن رغبتهم فى انتظار لقاح بريطانى، أعلنت عنه جامعة أكسفورد، واسترازينيكا، إيطاليا لقحت أكثر من 800 ألف، وفى السويد أجرى معهد نوفوس فى ستوكهولم مسحا كشف أن ما يقرب من 60% من السويديين لديهم تحفظات قوية بشأن التطعيم، أو لا يرغبون فى التطعيم على الإطلاق، وربما تجرى دراسات حول ما إذا كان اللقاح يقلل من الأعراض حال الإصابة، وهى نتائج تؤكد كل الشركات تحققها، وهو ما يعطى أملا وسط زحام معلوماتى، لا يتوقف ويثير الخوف والشك بجانب الأمل.