الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، بل دائما تعطينا مؤشرات ودلالات على حجم ما تم من إنجاز، لنتمكن من الإدارة السليمة لكل ما لدينا من معطيات ونتائج، والمتأمل فى قطاع التعليم العالى على مدار العامين الماضيين سيجد أن الطفرة التي تحققت غير مسبوقة، ولم تشهدها مصر من قبل، فما تم إنجازه فى الفترة من 2018 حتى 2020، يشير إلى أن حجم العمل تضاعف على كل المستويات، سواء فى موازنة هذا القطاع، التي زادت من 35.5 مليار جنيه فى 2018، إلى 65 مليار جنيه فى 2020، أو على مستوى الجامعات التكنولوجية، بعدما تم إنشاء 3 جامعات جديدة، أو الجامعات الخاصة والأهلية، التي كانت 26 جامعة فقط خلال 2018، حتى وصلت إلى 36 جامعة فى 2020 بزيادة 10 جامعات خلال عامين فقط، وهو رقم لو تعلمون عظيم، فالجامعة الواحدة في بعض الدول تحتاج إلى عدة سنوات للبناء والتجهيز.
151.5 مليار جنيه استثمارات بالتعليم العالى
حديث الأرقام فى وزارة التعليم العالى لم يتوقف بعد، فقد بلغ إجمالى الاستثمارات التى قدمها القطاع على مدار العامين السابقين نحو 151.5 مليار جنيه، ووصلت المستشفيات الجامعية إلى 115 مستشفى بعدما كانت 106 مستشفيات فقط في 2018، وهذه المستشفيات الآن تعتبر خط دفاع موازٍ لمستشفيات وزارة الصحة في مواجهة الفيروس المستجد كوفيد – 19، كما أنها تقدم خدمة علاجية ممتازة لملايين المرضى سنويا بأقل تكلفة، فى تجربة يشهد بها كل مواطن، فالمستشفيات الجامعية تحتل مرتبة متقدمة فى مستويات الرعاية الصحية، وقد تم الاستعانة بـ4000 غرفة عناية مركزة وتوفير ما يقرب من 3000 سرير، من خلال المستشفيات الجامعية خلال جائحة كورونا في موجتها الأولى.
المستشفيات الجامعية في مواجهة جائحة كورونا
الأطقم الطبية فى المستشفيات الجامعية كان لها دور حيوى رائد فى مواجهة جائحة كورونا، وقد قدمت العشرات من الشهداء على خط المواجهة مع الفيروس المستجد، وقد كان لهؤلاء بطولة نادرة، ولم يدخروا جهداً فى التضحية بأرواحهم، على مدار نحو عام كامل، تحلموا فيه أعباء غير مسبوقة، إلا أنهم كانوا على قدر المسئولية وقهروا الصعاب، وقدموا نموذجا حقيقياً فى العطاء، فبقدر ما نعيش أزمة استثنائية مع هذا الفيروس اللعين، كانت طواقم العمل بالمستشفيات الجامعية استثنائية أيضا وقادرة على تخفيف آلام المرضى وتقديم العلاج اللازم والرعاية الفائقة.
12 معهدا خاصا جديدا خلال عامين و82 ألف طالب وافد
مع الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى زاد عدد المعاهد الخاصة فى مصر إلى 172 معهداً، بعدما كانت 160 فقط فى 2018، كما تم أيضا زيادة فروع الجامعات الدولية فى مصر إلى 4 جامعات، وزاد عدد طلاب الجامعات إلى 3 ملايين طالب، مقارنة بـ 2.6 مليون فى 2018، ووصل عدد أعضاء هيئة التدريس إلى 26 ألف مقارنة بـ22 ألف فى 2018، وبلغ عدد المبعوثين للخارج 1150 مقارنة بـ600 في 2018، بينما صار عدد الطلاب الوافدين 82 ألف طالب وافد، وهذا جهد كبير يحسب لوزارة التعليم العالى، ويضاف إلى الأرقام المميزة في مسيرتها خلال العامين الماضيين.
خالد عبد الغفار وصياغة الحلول لمشكلات التعليم العالى
الطفرة الكبيرة التى قدمها الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى، تؤكد أن هذا الرجل يفهم ملفاته جيداً وقادر على تقديم صياغة حقيقية لكل مشكلات وقضايا التعليم الجامعى فى مصر، بالإضافة إلى وعيه الواضح للرؤية الجديدة التي تنشدها الدولة للتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية، والكليات الجديدة التي تتواكب مع سوق العمل، لإنتاج خريج مؤهل للتعامل مع المشروعات التنموية العملاقة التي تطلقها الدولة فى الوقت الراهن، وتعول عليها فى تحقيق طفرة اقتصادية خلال السنوات المقبلة.
التعليم العالى فى مصر ينافس بقوة أمام الجامعات الدولية
الأرقام والإحصائيات التى تحدث عنها الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى أمام مجلس النواب الجديد، الأسبوع الماضى، تؤكد أن التعليم الجامعى المصرى بخير وينافس بقوة، خاصة بعدما عرفنا أن عدد الأبحاث المنشورة في مجلات ودوريات علمية وصلت إلى 32 ألف بحث، بالإضافة إلى تقدم الجامعات المصرية في التصنيفات الدولية، وقد بلغ عددها فى تصنيف شنغهاى خمس جامعات، وقد حازت جامعة القاهرة الترتيب (401 -500)، ثم 4 جامعات هى الإسكندرية وعين شمس والمنصورة والزقازيق فى المرتبة ما بين 500 إلى الجامعة الألف، كما تم إدراج 17 جامعة مصرية فى تصنيف شنغهاى بالتخصصات ضمن أعلى 500 جامعة فى 17 تخصصًا من إجمالى 54 تخصصًا عبر المجالات التخصصية فى علوم الحياة والعلوم الطبيعية والهندسية والطبية والاجتماعية، كما تم إدراج عدد من الجامعات المصرية فى تصنيف "US News" الأمريكى، وتصنيف QS العالمي 2020 للمنطقة العربية وإدراج 22 جامعة مصرية من بين 129 جامعة على مستوى المنطقة العربية، وبذلك تكون هناك زيادة فى عدد الجامعات المصرية المدرجة ضمن التصنيف عن أعوام 2019 والذى تضمن 20 جامعة، وتصنيف 2018 الذي شمل 17 جامعة، وتصنيف 2017 والذى تضمن 15 جامعة.
الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى
التطوير الذى شهده ملف التعليم الجامعى واقعى ويستهدف بالأساس تحقيق متطلبات سوق العمل، فقد تمت صياغة استراتيجية للذكاء الاصطناعي بالتنسيق مع وزارة الاتصالات من خلال جامعات حديثة و8 كليات للذكاء الاصطناعى لمواكبة هذا المجال، الذى سيفتح فرص عمل لآلاف الشباب خلال الفترة المقبلة، وسيكون له مرود إيجابى جداً على حجم التطور والتقدم فى المجتمع.
مواجهة ناجحة مع مجلس النواب وتخطيط وإدارة لمستقبل التعليم العالى
وزير التعليم العالى بجلسة مجلس النواب
المواجهة الأولى للدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى، مع مجلس النواب، كشفت أن الرجل يرتب أوراقه جيداً ويعرف خطته ويؤمن بها، وينفذ سياسات وبرامج كنا نفتقدها خلال السنوات الطويلة الماضية، فقد استطاع فى 4 سنوات داخل وزارة التعليم العالى أن يغير منظومة التعليم الجامعى بصورة تجعلنا نفخر بحجم الإنجاز الذى تحقق فى هذا الملف، واستطاع بفريق عمل مميز، تقديم واقع جديد، يعتمد بصورة أساسية على تنمية مهارات وقدرات خريج الجامعات المصرية بما يتناسب مع سوق العمل، وتأهيله بالدرجة الكافية التى تخدم مستقبل هذا الوطن، لذلك استحق وزير التعليم العالى أن يكون نموذجاً نحتذى بتجربته فى التخطيط والإدارة لمستقبل التعليم الجامعى خلال الفترة المقبلة.
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
مجرد استفسارات - ماذا بعد الأرقام
مجرد استفسارات هل الأرقام وحدها كافية للحكم ؟ كيف يمكن قياس قيمة هذه الأرقام على الواقع الفعلى ؟ هل هناك مردود حقيقى لهذه الأرقام على أرض الواقع ؟ أ.د. هشام عرفات كلية الهندسة جامعة المنصورة