واحد من شباب الكتاب البارزين، استطاع أن يصنع لنفسه اسما، وأصبح ضيفا دائما على قوائم الجوائز المصرية والعربية الكبرى، هو صاحب عالم خاص يجمع بين الإبداع واللعب والتجريب، يعبر عن وعي الكاتب بما يقدمه وقدرته على الإمساك باللغة وطريقة حكيه، هو الروائى والقاص مصطفى الشيمى.
كتب الشيمى فى العديد من مختلف القوالب الأدبية فى الرواية والمسرح والقصة القصيرة، وفى الأخيرة كانت من أبرز أعماله مجموعته القصصية "بنت حلوة وعود"، الصادرة عن منشورات الربيع، وحصدت جائزة دبى الثقافية عام 2015.
تتكون المجموعة من 12 قصة هى: دودة تعشق الفودكا، بنت حلوة وعود، توق الفراشة، كأس مقدس، إنجيل يهوذا، الحياة خارج التلفاز، مؤخرة بيضاء، صلاة أخيرة، بازل، مريمة والناي، عمارة سوداء، ديناصور أزرق.
و"بنت حلوة وعود" مجموعة قصصية تعبير عن حلم الإنسان، والحياة كما يجب أن تكون، والواقع الذى هو سيئ أكثر، وهى كتابة سريالية عميقة، تتميز بأفكار خيالية مختلطة بالواقعية تشير لكاتب محترف ومتمكن من أدواته على أكمل وجه، خصوصًا إجادته فى سرده للقصص ولُغته الرصينة الجيدة.
تُفتح المجموعة بقصة معنونة بـ"دودة تعشق الفودكا" وتحكى عن ميت استطاع أن يرشى عزارئيل كى يحصل على ليلة وحيدة وأخيرة، ليجد البطل/الجثة نفسه فى شوارع القاهرة، جثة متأكلة تحلم بدخول السينما والبارات ودريم بارك، أما فى قصة "بنت حلوة وعود".. فلعزرائيل وجود قوى أيضًا... حين يدخل الموظف النموذج أحدى البارات متشوقًا لمضاجعة أميرة، فتاة الليل الشبقة والصريحة لدرجة الوقاحة.
أما فى "إنجيل يهوذا" وقصة عشق بين عاهرة تعرف أن ليس للعاهرات حق فى العشق وعابد يعرف أن من حق العاهرات أن يعشقن، مواجهة جديدة مع الآخر.
عن أجواء كتابته لقصص المجموعة والفترة التى قضاها فيها، قال مصطفى الشيمي: قديمًا كانت كتابتى تأخذ وقتا وأشكالاً كثيرة من الكتابة وإعادة الكتابة، لكن “بنت حلوة وعود” خرجت إلى الحياة سريعًا. كنت أنتظر تجنيدي، وقضيت خمسة شهور لا أفعل شيئا سوى الكتابة، ربما تكون المدة قصيرة، لكن المجموعة كانت مكتملة فى رأسى من قبل ذلك، وخرجت متلاحقة كطلقات سريعة مسكرة.
ويشير "الشيمي" إلى أن شخصية "مريمة"، لها مكانة فى قلبه. تلك الفتاة التى لم ترتكبْ جرمًا سوى أنها كانت أجمل من فى قريتها، واشتهاها الجميع، وخلقوا حولها الأساطير، مضيفاً: كنت أراقبها من عين ذلك الصبى المخبول الذى يجلس أسفل غرفتها. ماتت “مريمة”، حكى لنا أبى حكايتها ونحن نأكل الطعام، حكى عن الثعبان الذى لدغها والطبيب الذى لم ير فى جسدها نقصًا. لم أعرف اسمها إلى اليوم، لكننى كتبتها، خلدتها، وإنى سميتها مَرْيَمَة.
مصطفى الشيمى روائى وصحفى مصرى، صدر له من قبل "حى، بنت حلوة وعود، مصيدة الفراشات، سورة الأفعى، حصد العديد من الجوائز العربية والدولية والمصرية، منها: القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية (2017)، جائزة دبى الثقافية "دورة 2015"، جائزة أخبار الأدب "الدورة الثانية 2016 عن باب الغريب، جائزة المجلس الأعلى للثقافة "دورة بهاء طاهر 2015" عن ليلى والفراشات/ مجموعة قصصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة