لم ولن يأت مثل الفنانة سعاد حسنى سندريلا الفن العربى وصانعة البهجة والسعادة والحب، وأى فنانة تمنح نفسها أو يمنحها آخرون لقب السندريلا فهى تظلم نفسها لأن لقب السندريلا علامة مسجلة لسعاد حسنى، وتظل أجمل وجه ظهر على الشاشة العربية فقد أحبت الكاميرا والكاميرا أحبتها جدا، صوت وصورة وأداء.
رغم رحيل سعاد حسنى إلا أن ذكراها دائما تبعث البهجة والسعادة والحب من خلال ما تركته من إرثا فنيا يجمع ما بين الكوميديا والاستعراض والدراما، وأصبحت علامة للجودة فى تاريخ السينما المصرية، فهى الأيقونة لكل محبى الفن وهى الحلم لكل فتاة تبدأ خطواتها نحو عالم الفن وهى المثل الأعلى لكل نجمات السينما.
سعاد حسني صاحب الـ 100 وجه
سعاد حسنى التى ملأت السينما بهجة وغمرت حياتنا سعادة من خلال الشاشة كانت حياتها على العكس فى الواقع، حيث لم يعرف قلبها الراحة، فقد تزوجت أكثر من مرة ولم تنجب، ولم ينعم جسدها بالحرية حيث داهمتها آلام فقرات العمود الفقرى والعصب السابع والاكتئاب حتى رحلت.
حاول الكثيرون تشويه صورة السندريلا بقصص وحكايات ربما يكون بعضها حقيقي وبعضها من نسج خيال كارهي نجوميتها لكن درجة الحب والإبهار والدهشة لدي كل الناس في كل بلدان الوطن العربي لم تقل ولم يتأثر محبيها ولم تقل درجة العشق لتلك الفنانة المعجونة فن.
سعاد حسني كانت في كل عمل تقدمه تتعامل كأنها وجه جديد وليست ممثلة محترفة وكانت كما ذكر لي المخرج محمد فاضل الذي قدمت معه فيلمها " الحب في الزنزانة " في قمة التواضع وكانت ملتزمة جدا، ولا تتعامل علي أنها نجمة فهي في قمة التواضع مع الصغير قبل الكبير ولا يوجد لديها نقطة المنظرة، وكانت أيضا لا تبخل على أحد في المساعدة أو النصيحة، فهي فنانة جميلة بمعنى الكلمة.
سعاد بدأت موهبتها الربانية من بريق عينيها وملامح وجهها الذي جذب المخرج هنري بركات، فقدمها فى فيلم "حسن ونعيمة" مع محرم فؤاد، وحقق الفيلم وقتها نجاحًا كبيرًا ، وبعدها صارت تلك الشابة نجمة وتهافت عليها المخرجون فقدمت سلسلة أعمال كلها ناجحة ومتنوعة مثل: "إشاعة حب" مع عمر الشريف ويوسف وهبي، و"البنات والصيف" مع عبدالحليم حافظ، "السبع بنات" مع نادية لطفي وزيزي البدراوي، و"السفيرة عزيزة"، مع شكري سرحان وعبدالمنعم إبراهيم، و"الزواج على الطريقة الحديثة"، مع حسن يوسف، و"ليلة الزفاف" مع أحمد مظهر، و"الساحرة الصغيرة"، و"صغيرة على الحب" مع رشدي أباظة وحقق الأخير نجاحًا مدويًا، وقدمت فيه السندريلا، أوبريت "الحلوة لسه صغيرة"، وأغنية "ما إنتش قد الحب ياقلبي ولا قد حكايته".
سعاد حسني لها نصيب كبير من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية وعدد من أفلامها تم اختيارها ضمن قائمة 100 فيلم مصري ، كما قدمت للسينما رواع وأعمال خالدة منها : "القاهرة 30"، و"شروق وغروب"، و"أين عقلي"، و"نادية"، و"الحب الضائع"، و"أهل القمة"، و"الزوجة التانية"، و"الكرنك"، و"موعد على العشاء" ، ولم تقدم سعاد حسني، سوى عمل تليفزيوني واحد عام 1985، من إخراج يحيى العلمي، وقصة سناء البيسي، وسيناريو وأشعار صلاح جاهين، عن حكايات "هو وهى".